«كوفيد 19» مجرد معركة في حرب الجيش الأبيض
يواصل الجيش الأبيض الجزائري ( ممارسو الصحة العمومية – الأساتذة الباحثين الاستشفائيين – شبه الطبيين... إلخ) حربهم في سبيل تحسين وضعهم المهني والاجتماعي، بعدما أثبتوا أنفسهم في «معركة كوفيد 19» التي حصدت أرواح العديد منهم في ميدان كفاح الفيروس المستجد. وشن، أمس، مهنيو الصحة إضرابا وطنيا لإيصال صوتهم للسلطات ومطالبتها بالالتفات إلى هذا السلك الذي خاض ويخوض معارك الرفع بمستوى الصحة العمومية في الجزائر، وقد استطاع فعلا النجاح في مهمته - حسب تقارير دولية - وتمكنت الجزائر من القضاء على أمراض الفقر وظهرت لدى الجزائريين أمراض الأغنياء وهي إشارة إلى تغيّر النمط المعيشي والصحي، خاصة وأن الجزائر من أولى الدول الإفريقية التي تغلبت على أمراض نقص المناعة والمتنقلة عبر المياه على غرار الملاريا، وذلك بتحسين مستويات الوقاية وإنجاح برامج اللقاحات المختلفة لدى الرضع والأطفال. لكن هذا المستوى المسجّل لم ينعكس على مهنيي القطاع الصحي الذين لا يزالون يعانون في ممارسة مهامهم في إطار الوظيف العمومي، وهو ما يرفضونه ويطالبون بإخراجهم من هذا البرنامج إلى صيغة جديدة خاصة بهم، مما قد يرفع مستواهم المعيشي وقدرتهم الشرائية التي تدهورت بشكل فظيع، وهذه معركة أخرى للجيش الأبيض التي طال أمدها بتعاقب الوزراء والمسؤولين دون التوصل إلى شيء ملموس. وتعتبر معركتهم ضد الاعتداءات التي تُرتكب في حقهم الأنبل على الإطلاق، لأن من يعتدي على الطبيب أثناء أداء مهامه أقبح سلوك، والفضل يعود للجائحة التي دفعت بالسلطات إلى رد الاعتبار لهم بسن قوانين تجرّم المعتدين على الأطقم الطبية. وتبقى مقاومة الهجرة والبقاء في الوطن لممارسة هذه المهنة أشرس معركة يخوضها الأطباء مع أنفسهم قبل محيط مزاولة المهنة رغم كل الصعاب والعقبات، خاصة وأن دولا عديدة فتحت أمامهم أبواب المغادرة بتقديم تسهيلات وأجور مغرية على غرار دول الخليج التي تبحث عن استقطاب الأطباء الجزائريين. ورغم هذا، نجد باحثين استشفائيين كبار بدرجة «بروفيسور» متمسكين بتقديم الخدمة العمومية في المستشفيات الوطنية في ظروف لا ترقى لدرجات علمهم ولا لمستوى تطلعاتهم المهنية.
بقلم : فريدة حسين