مهما كان «ماكرون» هو الأحسن
إيمانويل ماكرون أحسن من مارين لوبان، لأسباب عديدة. فهو رجل ذي شجاعة كبيرة. حتى وإن كانت شجاعته ناقصة حينما فضل الإتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية، دون الذهاب بعيدا لتقديم الاعتذار. وهو أكثر جرأة من الرئيس الأسبق جاك شيراك، الذي اعترف بجرائم إبادة اليهود الفرنسيين من قبل نظام فيشي الموالي للنازية خلال الحرب العالمية الثانية، دون أن يجرأ على الحديث عن وجود جرائم في الجزائر. وماكرون أحسن من لوبان، لأنه يمثل الوجه الإنساني لفرنسا. ذاك الوجه الذي يعود إلى التقاليد الجمهورية (التي ننظر إليها نحن نظرة سلبية مهما كان، فالثورة الفرنسية العظيمة، ثورة حقوق الإنسان، والمساواة، والعدالة لم تتمكن من منع الاستعمار، بل صمتت عن الجرائم التي أُرتكبت منذ بداية الحملة). أما مارين لوبان، فهي الوجه القبيح لفرنسا، بل لكل الوطنيات الضيقة التي تريد بناء أوطان جديدة استنادا لكره الآخر، ومعاداة المختلف، وما نتج عنه من صدام الحضارات والديانات. لكن المؤكد، هو أن كل المؤشرات تقول إن مستقبل السياسة في الغرب هو في صالح هذه التيارات الوطنية العنصرية. فالعالم دأب خلال السنوات الأخيرة على السير على نهج الولايات المتحدة الأمريكية، التي عرفت تثاؤب العنصرية تجاه الآخر، في انتظار بروز حركات أكثر انغلاقا عبر عدد من الدول الأوروبية، وفق ما يراه المحللون. ومهما يكن، فإن إيمانويل ماكرون، يبقى بمثابة صوت السياسة في صورتها الإنسانية، رغم أنه يمثل تيار العولمة والمؤسسات المالية الكبرى.
بقلم: حميد آيت مزيان