بقلم: حميد آيت مزيان
الأمة العربية إلى أين؟
الخلاف الدائر بين قطر من جهة، والمملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، والبحرين ومصر من جهة أخرى، يعني عودة حالة التشرذم والانقسام العربي الشامل ليسود المنطقة العربية، والشق الخليجي منه خاصة، فيما يوجد الشق الآخر في حالة من الحرب التي لا تنتهي. وهو ما يوحي بأن الصف العربي انقسم نهائيا، بشكل يصعب إعادة ترميمه، وبعثه في حالة من الوحدة التي طالما تحدث عنها الزعماء العرب، في زمن الاندفاع الوطني، والثورات الوطنية ضد الاستعمار الأجنبي. لقد ولى ذلك الزمن، وحل محله زمن يسير على وقع الخلاف والتشرذم. فمنذ الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعربية السعودية، تزايدت حدة الخلافات بين دول الخليج، وبشكل غير مفاجئ تماما، لمن يعرف الإرث التاريخي، بخصوص المواقف المتخذة من هذه الدولة وتلك تجاه التوترات الحاصلة في المنطقة العربية، والموقف من قضية التطرف. وبحسب الكاتب الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان، فإن دخان الخلاف الحالي بين دول مجلس التعاون الخليجي، بدأ منذ أيام عندما نشر جون هانا، المسؤول السابق في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية وأحد مستشاري «ديك تشيني»، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، مقالا اتهم فيه قطر صراحة بتحويل «الربيع العربي إلى شتاء إسلامي متطرف». مثل هذا الطرح، الذي وجد صدى لدى الرئيس ترامب، خدم مصر، ودول عربية أخرى انهكها «الربيع العربي» المزعوم، فانطلقت شرارة الانقسام العربي بشكل يوحي هذه المرة بأنه سيكون حادا وقاصما للظهر العربي المُنهك، من منطلق وجود من يرعاه بعيدا ويقف وراءه، ويريد له الدوام والاستمرار.