بقلم: حميد آيت مزيان
دفاعا عن عبان رمضان
مرة أخرى، وفي خضم الاحتفال بذكرى مؤتمر الصومام، سمعنا أصواتا تطعن في الشهيد الرمز عبان رمضان، وفي مؤتمر الصومام. كثيرون من هؤلاء ينتمون للتيار الإسلامي، ومن أنصار فكرة «التغريب». قالوا إن مقررات المؤتمر «تغريبية»، واعتبروها حياد عن بيان أول نوفمبر، وعن القيم الإسلامية. كل هذا عبارة عن كذب وافتراء، وجهل واضح. عبان رمضان لم يكن أبدا ضد القيم الإسلامية التي يدافعون عنها. لو قرأوا التاريخ جيدا لا ما قالوا مثل هذا الكلام الذي ينم عن جهل مُطبق. يذكر كاتب سيرة عبان، الباحث خالفة معمري، أن نقاشا دار بين محمد بجاوي، وهو مناضل شيوعي التحق بالثورة سنة 1955، وبين عبان رمضان، حول مكانة القيم الدينية في حرب التحرير. أراد بجاوي أن يقنع عبان بالتقليل من الإشارات للإسلام في المناشير التي كان يكتبها عقب سنة 1955، لتوزع وتحث الجزائريين على الالتحاق بالثورة، فكان رد عبان كالتالي: «لا يجب ان ننسى أن مرجعية الجزائريين الدينية هي الإسلام». هذا ما قاله عبان الذي فتح أبواب الثورة أمام جمعية العلماء المسلمين، بعد أن رفض التيار الراديكالي المفجر للثورة فتحها أمامهم، بسبب مواقفهم السياسية السابقة. لم يكن عبان ضد القيم الإسلامية أبدا، فهو من وضع اسم المجاهد على جريدة لسان حال الثورة. وهو من جمع شمل الجزائريين، ونبذ التفرقة. وكان مقربا جدا من الشهيد الرمز الأخر العربي بن مهيدي. ورغم كل هذا، نجد أن الجهل يجعل كثير من الناس يقولون عنه كلاما جارحا لا يليق بشهيد رمز.