إبادة «الروهينغا» في صمت
ما يزال مسلمو «الروهينغا» في «ماينمار» يموتون في صمت. يقتلون في وضح النهار. وقد تم الإعلان أول أمس، عن مقتل ثلاثة آلاف منهم، خلال الأيام القليلة الماضية. يتعرض هؤلاء لجرائم إبادة من قبل جيش «ماينمار» الذي ينتمي للديانة البوذية. ولا يختلف ما يجري في دولة «بورما» سابقا، عما جرى في البوسنة والهرسك مطلع التسعينات. لكن الغريب ان ما يتعرض له مسلمو «الروهينغا» منذ أكثر من أربع سنوات، يقابله صمت دولي. فالجريمة ضد هذا الشعب الأعزل تحدث في صمت. بلا صور ولا أخبار في كثير من الأحيان. وإن انتشرت صورة، قد تغير مجرى الأحداث، فإن ذلك يتم بعد عدة أسابيع. لسنا هنا أمام ما كان يجري خلال حرب فيتنام، حينما استطاعت الصورة تغيير مجرى احداث الحرب العدوانية الأمريكية على شعب فيتنام. نحن هنا أمام ابادة صامتة، لشعب مغلوب على أمره، دون أن يتحرك أحد، في وقت يحارب فيه العالم برمته ظاهرة الارهاب. ولم يجد مسلمو «الروهينغا» الملاذ حتى في «بنغلاديش» الجارة، التي طردتهم حسب الأخبار التي وصلت منذ أربعة أيام، ورفضت مساعدتهم. ولا يزال أكثر من عشرة آلاف مسلم من «الروهينغا» عالقون على الحدود مع بنغلاديش، ينتظرون المصير المجهول، في أوضاع إنسانية قاسية، وفي ظل ظروف دولية لم تعد تلتفت للقضايا الإنسانية.
بقلم: حميد آيت مزيان