عهد التميمي..البطلة
عهد التميمي. سيبقى اسم هذه البطلة راسخا في ذاكرة المقاومة الفلسطينية. وستتحول إلى رمز للنضال ضد القهر، وضد كل أشكال الاستعمار. عُرفت عهد هذه الفتاة الشقراء، الجميلة، والبهية، منذ طفولتها، وبين بين أقرانها أنها دائمة التصدي وتحدي جحافل الاحتلال الصهيوني في اعتداءاته على عائلتها وجيرانها. تمكنت رفقة والدتها، وهي بعدُ طفلة يافعة من تخليص شقيقها محمد من يد قوات الاحتلال التي حاولت اعتقاله، وقد التقطت كاميرات الإعلام ذلك الموقف. لا شيء يوقفها، فهي مقدامة إلى أبعد حد. ولا تعرف شيئا اسمه الخوف. شاركت عهد منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات الرافضة للسياسات التي تفرضها السلطات الصهيونية ضد أهلها في قرية النبي صالح. وتحولت مع مرور الزمن، إلى رمز، وإلى أكثر أهل القرية التي ولدت فيها ميلا لتحفيز الناس على الخروج في مظاهرات حاشدة. فهي صاحبة قوة خارقة، وهذا ما جعل منها بطلة حقيقية. عرف والدها بالروح النضالية. اعتقلته سلطات الاحتلال مرات عديدة، وهو الذي نقل لابنته هذه الروح المتمردة، وأعطاها هذه القدرة الخارقة على التصدي لجنود عتاة، بأسلحتهم، وبجبروتهم، وبقدرتهم على إلحاق الأذى. بيد أن عهد، صاحبة جائزة حنظلة للشجاعة، كانت دائما للمرصاد، فهي مثل الجدار، (جدار روح المقاومة) الواقف في كل ربوع فلسطين بغية غرس روح المقاومة. فلا شيء يخيف عهد، حتى وإن كان جنديا إسرائيليا متجبرا.
بقلم: حميد آيت مزيان