قال إن الفنانين يعيشون الشتات
ربيع قشي يشدد على ضرورة التكوين في فهم أجناس المسرح
أعاب المخرج المسرحي ربيع قشي عن واقع التكوين المسرحي الذي يشهد نقص كبير في الساحة المسرحية الجزائرية والذي يعتبر الحلقة الأهم في تفعيل والارتقاء بالحركة المسرحية، كما سلط الضوء خلال محاضرته التي ألقاها بالمسرح الجهوي للعلمة، أول أمس، في إطار الطبعة الخامسة لتظاهرة «فوارة شو» عن «الشو بين الإبداع والإرتجال»، كاشفا عن تحضيره لعمل مسرحي جديد .
قال المخرج المسرحي ربيع قشي إن هناك خلط لدى من يمارسون المسرح في أجناسه، بحيث أن العديد منهم يعتقد أن العرض الفردي هو «مونولوغ» في حين أن هذا الأخير هو جزء من آداء في عرض مسرحي يحاكي نفسه، فحين يصعد الممثل إلى خشبة المسرح وما يسمى بـ «الشو» له قواعد ليست أكاديمية ولكن هي طريقة جذب الجمهور وجعله متابعته للعرض إلى الآخر، فالشو لا يستند على نفس القواعد التي يسير وفقها المونودراما، الذي يراه البعض أن هذا الجنس لا محل له في الساحة المسرحية ، فالمونودرام حسب القواعد أريسظو هي كتابة مسرحية أريسطية يؤديه الممثل الواحد لعدة أدوار.
الإبداع والأطر ألكاديمية عالمان مختلفان تماما -حسب قشي- ففي بعض الحالات يستطيع أن يكون أكاديميا ولا يمكن أن يكون إنسان مسرح، فالأكاديمية تعطي الاطر التي لابد متابعتها في تقديم أي عرض. وقال أن المشكل التي تعاني منه الحركة المسرحية في الجزائر هو ضعف التكوين الذي يعتبر رافدا من روافد المسرح، سواء حديثه كان على الهواة أو حتى المحترفين، فالتظاهرات الثقافية التي يتواجد فيها هؤلاء الشباب -حسب قشي- ما هي إلا جسر ونافذة من أجل التعبير عن مكنوناتهم ومواهبهم الدفينة التي لا تخضع لأي أطر أكاديمية، ولابد من مسايرة هذه الفئة ، فالدول الشقيقة كفيلة بأن تؤكد أهمية هذه اللقاءات على غرار تونس التي تعتبر راعية الأولى للمهراجانات على مدار السنة ، فتجد في كل مدينة مهرجان خاص بها ، فمثل هذه التظاهرات لا تحتاج بالضرورة إلى مؤسسات ثقافية بل حتى المجالس البلدية تساهم في تبنى هذه الأفطار التي من شأنها أن تخلق الاستمرارية و وتفعيل المشهد الثقافي، لهذا تبقى هنا في الجزائر تنظيم هذه التظاهرات على عاتق الدولة، فالفن لابد أن يساير التطور ويرتقي في مراحله. وأشار صاحب مسرحية المنبع أن هناك مبدعين موهوبين وذو كفاءات قدموا أعمال قوية جدا، فالأطر هي الكفيلة بتنظيم هذا الإبداع، فرغم وجود الهياكل أو المسارح إلا أن هناك شتات الفنانين، ولايمكن أن يعاب على كل المخرجين والمبدعين ووضعهم في كيس واحد، بالبعكس فالمهرجانات الوطنية كفيلة أن تترجم اداء هذه الفرق المسرحية التي برهنت على جديتها وإبداعها، ونوه على أن المسؤولية لا تقع دائما على عاتق الفنان لأنه يقدم، حسب ما تمليه عليه امكانياته ووضعه.
وكشف ربيع قشي عن تحضيره لمشروع مع الممثل مختار بنحسن من معسكر وقميري خديجة، وفؤاد وهو عبارة عن ثلاثي تحت إشراف الأكاديمي والناقد اسماعيل سوفيط والمتمثل في عمل يعالج واقع الفن، كما تم تقديم أعمال مسرحية لدى عديد المسارح، وينتظر فيها الرد