تأجيل الملتقى الدولي للمفكر الراحل محمد اركون إلى تاريخ 13 و14 نوفمبر
تم تأجيل الملتقى الدولي حول الفيلسوف والمؤرخ الإسلامي محد أركون المعلن من طرف المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، إلى تاريخ 13 و14 نوفمبر الجاري بعدما كان مقررا في الوهلة الأولى يومي 3 و4 من نفس الشهر. وذلك حسبما جاء، أمس، في بيان المجلس دون أن يخوض في أسباب قرار التأجيل. حيث يعد الملتقى سابقة من نوعها ولأول مرة تحتضن ولاية مسقط راس المفكر هذه التظاهرة منذ وفاته في 14 ديسمبر 2010. وحسب رئيس المجلس الشعبي الولائي يوسف أوشيش الذي أعلن عن الحدث خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس يومي 27 و28 سبتمبر الماضي فإن الملتقى الدولي حول المفكر والمؤرخ الإسلامي محمد أركون سيكون مناسبة لرد لهذه الشخصية الفكرية الاعتبار ومحاولة جعل من أشغال الملتقى الذي ستحضره العديد من الوجوه الفكرية، العلمية والثقافية، الوطنية منها والدولية، فرصة لتسليط الضوء على أعمال ومؤلفات الراحل وقراءة في كتاباته التي جعلته من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم الإسلامي المعاصر. من جهة أخرى وإن كان المفكر الجزائري الراحل محد أركون، بنظرياته ورؤيته حول الفكر الإسلامي المعاصر، من بين الطابوهات التي لاتزال قائمة ويرفض التنازل عنها داخل الوطن حتى بعد وفاته بدليل أن اسمه المقترح على مكتبة المطالعة لولاية تيزي وزو، ألغي في أخر لحظة لأسباب تبقى غير معلومة. فإنه يبقى من بين الشخصيات الفكرية التي تستحق رد الاعتبار عبر الاهتمام بمؤلفاته خصوصا انها كانت ولاتزال تحضي برعاية خاصة في أكبر الجامعات العربية والغربية. هذا ويدر الذكر أن محمد اركون من واليد 01 فيفري 1928 بقرية تاوريرث بتيزي وزو، وتوفي في 14 ديسمبر 2010 بعاصة باريس عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع طويل مع المرض. ودفن بدار البيضاء بالمغرب باعتبار زوجته ذات أصول مغربية. وتميز المفكر الراحل بانتهاج العقلانية، والأخذ بالعلوم الإنسانية الحديثة، في دراسة الفكر الإسلامي، وهو ما جعل منه أحد أعلام الحقل المعرفي العصري، العربي والإسلامي، بل والعالمي، الملتزم بمساندة قيم التسامح والاعتدال، وإرساء حوار الأديان والحضارات. وقد ترك من ورائه إرثا فكريا كبيرا عبر كتبه القيمة من بينها "الإسلام: أصالة وممارسة" و"تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو نقد العقل الإسلامي" و"الفكر الإسلامي: قراءة علمية" و"الإسلام: الأخلاق والسياسة" و"الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" و"العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب" و"من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي" وغريها من المؤلفات الأخرى التي أثرى بها الخزينة المعرفية الإنسانية والتي لا تزال مؤسسة محمد أركان تعمل على نشرها والتعريف بها في العالم بأسره.
أغيلاس، ب