التحقيق متواصل مع ثمانية مديرين من الشركة
لافارج موّلت تنطيم داعش لتحصين قواعده وعرضت عمالها للخطر
اتهم القضاء الفرنسي شركة لافارج للإسمنت بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وتمويل الإرهاب في سوريا، بعد تحقيق رسمي عن التورط المحتمل في دفع عشرات الملايين من الدولارات لتنظيم داعش،وقال مصدر قضائي إن الشركة الفرنسية متهمة أيضا بتعريض حياة عمالها للخطر ودفع نحو 35 مليون دولار لتنظيم داعش وجماعات متطرفة أخرى عبر وسيط سوري، من أجل مواصلة العمل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
يخضع 8 من مديري شركة لافارج للتحقيق، من بينهم المدير العام السابق برونو لافون، كما يحقق القضاء الفرنسي في تورط رجل الأعمال السوري المعارض فراس طلاس في التوسط بين داعش والشركة حسب معلومات نشرتها شبكة سكاي نيوز عربية،كما أبرز التحقيق أن لافارج باعت لـداعش الإسمنت الذي استخدم في بناء وتدعيم وتحصين مواقعه بمناطق نفوذه.ويسعى عمال سابقون في فرع الشركة في سوريا إلى تثبيت تلك التهم، التي تتضمن تعريض حياتهم للخطر وتمويل الإرهاب. وأسست لافارج مصنعها في سوريا عام 2007، وبدأت بالإنتاج عام 2011، وواصلت عملها خلال مرحلة سيطرة التنظيمات المسلحة ومنها داعش على المنطقة التي بني فيها المصنع. وفي 2017، فتح المدعي الفرنسي تحقيقا في تمويل مشروع إرهابي مشتبه به من قبل شركة لافارج للإسمنت في سوريا، واعترفت لافارج بدفع أموال لجماعات مسلحة من أجل مواصلة عمل إحدى المصانع التابعة لها، وأوضح أن القضاء يشتبه في أن لافارج دفعت مبالغ مالية لجماعات مسلحة بين عامي 2011 و2015، عن طريق وسطاء، تجاوزت قيمتها 12 مليون أورو. وعقب استماع القضاة الثلاثة المكلفين بالتحقيق في هذه القضية لمسؤولي الشركة أمس، وجهوا اتهامات بـتمويل مجموعة إرهابية وتعريض حياة موظفين سابقين في مصنع الجلابية (شمال سوريا) للخطر لشركة لافارج إس آي التي تستحوذ على غالبية الأسهم بالفرع السوري لافارج سيمنت سيريا. وكانت القضية قد فجرتها جريدة لوموند بعدما حصلت على نسخ من رسائل إلكترونية متبادلة بين جلودي والمدير العام للفرع السوري لشركة لافارج فريديريك جوليبوا الموجود في العاصمة الأردنية عمان، وتتعلق بالتحويلات المالية اللازمة لرشوة تنظيم داعش، وكانت الرسائل تصل أيضا إلى مدير أمن الشركة في باريس جان كلود فييار، مما يثبث أن إدارة لافارج كانت موافقة على التعاون مع داعشوتمويله بطريقة غير مباشرة عبر الأتاوات، كما أكد تحقيق لوموند أن الشركة كانت تشتري البترول من تجار السوق السوداء الذين كانوا على علاقة بالتنظيم، وأيضا بعض المواد الأولية اللازمة لصناعة الإسمنت، مثل الجبصين والبوزولان من مناطق محاذية لمدينة الرقة.
أسامة سبع