تجار بقسنطينة استغلوا الوضع ورفعوا سعرها
"فوبيا" الكوليرا تدفع إلى التهافت على اقتناء قارورات المياه المعدنية
أحدث انتشار أخبار الاشتباه بتسجيل حالات إصابة بداء الكوليرا في بعض ولايات وسط البلاد هلعا كبيرا في ولاية قسنطينة التي رغم بعدها الجغرافي ولو نسبيا عن المناطق "المتضررة"، غير أن سكانها تفاعلوا بشكل كبير مع ما تم نقله عبر وسائل الإعلام وكذا مختلف مواقع التفاعل الاجتماعي.
احتكر ظهور حالات مؤكدة للإصابة بداء الكوليرا، إضافة إلى الاشتباه بتسجيل حالات أخرى بكل من ولاية البليدة، البويرة، تيبازة والجزائر العاصمة، المشهد العام بعاصمة الشرق التي لم تخل أحاديث سكانها عن أسباب ظهور هذا المرض، الذي كان يعتقد أنه تم القضاء عليه نهائيا وأن احتمالات إعادة ظهوره على الأقل ببلادنا أصبحت معدومة، كما شكلت هواجس احتمال وصوله لولايات أخرى بشرق البلاد لب مواضيع قاطني مدينة قسنطينة.
وتجلت مظاهر الخوف المنتشر بربوع الولاية، في تهافت العديد من العائلات منذ الإعلان عن الإصابات المؤكدة بحالات داء الكوليرا، على اقتناء عبوات المياه المعدنية تجنبا منها للإصابة بهذا الداء الخطير، في حال تزايدت رقعة انتشاره، رغم تطمينات مسؤولي قطاع الصحة بالولايات المتضررة، وتأكيدهم أن "مياه الحنفيات ليست مصدرا للمرض".
وعرفت المساحات الكبرى والمحلات التجارية منذ زوال الخميس، تهافتا كبيرا من طرف المواطنين لاقتناء هذه المادة الأساسية، حيث أكد أحد التجار يزاول نشاطه بمدينة علي منجلي أن حدة الطلب زادت خلال الـ48 ساعة الماضية بنسبة كبيرة، في وقت تم تسجيل زيادات تتراوح ما بين 5 و 10 دنانير في أسعار صفائح المياه المعدنية ذات سعة اللتر والنصف أو تلك المتعلقة بـ5 لترات، وهو ما استاء له الكثير من المواطنين الذين تعجبوا من جشع التجار، في وقت رمى الكثير منهم بالكرة للوسطاء، الذين رفعوا سعر مختلف الوحدات، بعد أن زاد الطلب على هذه المادة الحيوية.
ن . بن داود