ترك الأمر لمبادرات شخصية أو لتعليمات داخلية
المترشحون للرئاسيات يتحاشون طلب دعم «الأفلان»!
بن فليس وبلعيد من أبناء الحزب القدامى وتبون التحق حديثا و"الأرندي" حليف سابق
تحاشى المترشحون للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل، لحد الساعة، طلب دعم حزب جبهة التحرير الوطني، علانية، وهو الذي كان يتصدر المشهد السياسي خلال الاستحقاقات السابقة، ويغيب لأول مرة عن هكذا حدث، بالتزامن مع الأوضاع التي يمر بها منذ أشهر.
رغم أنّ المترشحين علي بن فليس وعبد العزيز بلعيد، من الأبناء القدامى لـ "الأفلان"، إذ كان الأول قياديا بارزا فيه وشغل منصب أمينه العام، بينما كان الثاني بدوره مناضلا بارزا، قبل أن يؤسسا حزبين سياسيين، إلا أنهما لم يطلبا لحد الساعة دعم الحزب العتيد علانية، في الوقت الذي لم تحسم فيه هذه التشكيلة السياسية التي يسيرها بالنيابة علي صديقي، خلفا لمحمد جميعي، موقفها، وكذلك الأمر بالنسبة للمترشح عبد المجيد تبون، الذي كان قد انضم قبل سنوات قليلة لجبهة التحرير الوطني، إلا أنه لم يطلب دعمها علانية في هذا الاستحقاق الأول من نوعه في ظل الظروف السياسية التي تعيشها البلاد، وينطبق الأمر ذاته على مرشح التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، الذي يعد بدوره قريبا من "الأفلان" باعتبار أن الحزبين كانا إلى وقت قريب يشكلان أحد أهم أقطاب التحالف الرئاسي، إذ دعم "الأرندي" الذي يدخل لأول مرة في الرئاسيات بمترشح عنه، مرشح الأفلان ممثلا في شخص عبد العزيز بوتفليقة، خلال الاستحقاقات الرئاسية السابقة، بينما يعد المترشح عبد القادر بن قرينة الأمين العام لحركة البناء الوطني، أبعد المترشحين عن الحزب العتيد.
ورد تبون خلال الكشف عن شعار حملته الانتخابية وبرنامجه، بفندق الجزائر، لدى سؤاله عن الدعم الذي تلقاه من طرف قياديين في حزب جبهة التحرير الوطني، بالقول إن هؤلاء جزائريون قبل أن يكونوا مناضلين، ويساندون من كان أقرب إليهم في البرنامج.
ويمكن أن نُرجع تحاشي المترشحين للرئاسيات المقبلة، طلب دعم حزب جبهة التحرير الوطني علانية، للمحاكمة الشعبية التي تعرض لها بعد فيفري الماضي، خاصة أنه تصدر المشهد وشغل الساحة السياسية إبان حقبة حكم الرئيس بوتفليقة، وكذا دعاوى لإدخاله المتحف، وتتزامن هذه الأوضاع مع معلومات عن دفع قياديين داخل "الأفلان" نحو خيار دعم المترشح عبد المجيد تبون، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة، ليتضح إن كان الحزب سيدعم أحد أبنائه القدامى، أم سيترك الحرية للمناضلين.
يُشار إلى أن الأمين العام بالنيابة لـ "الأفلان" علي صديقي، قال أول أمس، إن من المبكر الآن إعلان الحزب عن المترشح الذي سيدعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة، موضحا -حسب تصريحات نشرتها جريدة "المساء"- أن الحزب يدعم المترشحين الذين يعملون على خدمة الشعب وليس من يبحثون عن الزعامة، مشيرا إلى أن "من يريد دعم الحزب العتيد فعليه أن يطلب ذلك وليس العكس".
زين الدين زديغة