رافع من أجل حل مشكل الذاكرة تربويا وثقافيا
ستورا يتشبث بتقريره ويستبعد معالجة الملف بالاعتذار
دافع المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا عن تقريره حول «مصالحة الذاكرة»، قائلا إن معالجة الملف لا يمكن أن يكون بخطابات الاعتذار من كلمات تُلفظ يومًا ما للتخلص في اليوم التالي من مشكلة عميقة جدا، بل إن التقرير يقترح طريقة تفضل التعليم والثقافة من خلال معرفة الآخر، وجميع المجموعات المشاركة في التاريخ الجزائري.
أكد ستورا أنه اقترح طريقة خاصة أستخدمها منذ وقت طويل تعتمد على معرفة الدوافع، ومسار جميع مجموعات الذاكرة التي أصابتها هذه الحرب المدمرة، مع التريّث للحد من الأفكار الجاهزة والعنصرية، وكتب ستورا مقالا في صحيفة «لوكوتيديان دورون» الصادرة بالفرنسية، قال فيه «إنه في مواجهة التاريخ المعقد، يقترح تقريري على وجه التحديد طريقة تفضل التعليم والثقافة، من خلال معرفة الآخر، وجميع المجموعات المشاركة في التاريخ الجزائري»، مشددا على أنه ينبغي ألا تكون خطابات الاعتذار كلمات تُلفظ يومًا ما للتخلص في اليوم التالي من مشكلة عميقة جدا، معبرا عن أسفه للتأخير الذي حدث في فرنسا كما في الجزائر على هذا العمل التعليمي.
وتأتي تصريحات ستورا، بعد أن تغافل تقريره أهم النقاط التي شددت الجزائر على ضرورة مناقشتها، في مقدمتها جرائم الإبادة الجماعية واسترجاع أرشيف الثورة «كاملا»، في حين عمد التقرير المسلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الاكتفاء بقضايا شكلية، وساوى في قضايا أخرى بين الضحية والجلاد، من خلال دعوة الجزائر لتسهيل عودة الحركى وأولادهم وتمكينهم من حقوقهم، وأبان تقرير ستورا عن النزعة الاستعمارية الفرنسية للجزائر وبحثها عن تعزيز ثقافتها وعلاقتها بالمجتمع الجزائري، من خلال إعطاء مساحة أكبر لتاريخ فرنسا في الجزائر في البرامج التعليمية، وتسهيل عمل الجامعيين على مسائل الذاكرة بين البلدين، بتسهيل الحصول على تأشيرات الدخول والاطلاع على الأرشيفات والمساكن وغيرها، ما يطرح العديد من التساؤلات حول خلفية هذا الاقتراح الذي يعتبر امتدادا لقانون تمجيد الاستعمار، أو ما يعرف بتشريع 23 فيفري 2005، لأنها ستساهم في بث روح الكراهية تجاه الجزائريين في نفوس التلاميذ، بمن فيهم أبناء الجالية في فرنسا، في حين يتم تغييب الحلقة الأهم وهو الاعتراف بالإبادات الجماعية للجزائريين طوال فترة الاستعمار، ومحاولة صرف النظر عن القضايا الجوهرية بالحديث عن بعض الرموز فقط، على غرار مدفع «بابا مرزوق» و»سيف الأمير عيد القادر واغتيال بومنجل علي.
أسامة س