زارها ماكرون ووزير دفاعه ومرفأها المنكوب يستقبل عشرات الجنود
الانتداب الفرنسي في بيروت!
أعادت الهرولة الفرنسية نحو لبنان هذه الأيام، عقب حادثة انفجار مرفأ بيروت، الحديث عن عودة الانتداب الفرنسي لهذا البلد الجريح، الذي لا يَكاد يخرج من أزمة حتى يقع من جديد في أخرى.
أثير الحديث عن الانتداب الفرنسي للبنان، بعد عدد من الأحداث التي أعقبت حادثة الانفجار بمرفأ بيروت، والخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي أحدثها، حيث وصل خلال الساعات الأخيرة -حسب ما تداولته وسائل إعلامية عالمية- أكثر من 700 عسكري فرنسي، للمشاركة في مهمات رفع الأنقاض واستكمال أعمال الإغاثة ومسح الأضرار، فيما ينتظر أن يقوم الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الذي نظم مؤتمر للمانحين لهذا البلد، قبل أيام قليلة فقط، بزيارة رسمية للبنان، في الفاتح من شهر سبتمبر القادم، عقب زيارة أولى أجراها مباشرة بعد حادثة الانفجار التي مست مرفأ العاصمة، وهذا حسب ما أعلنت عنه وزير الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، من بيروت.
وكان ماكرون أول رئيس في العالم يزور بيروت بعد الانفجار، ووعد الشعب اللبناني بأن المساعدات الإنسانية ستأتي، لكنه شدد على الحاجة لإصلاحات سياسية جذرية لحل مشاكل البلاد وضمان دعم أطول أمدا، ويمكن فهم هذه التصريحات على أنها تصب في خانة الاملاءات، وقال على حد ما نشرته وكالة «سبوتنيك»، للحشود التي استقبلته أنه يضمن لهم أن مساعدات إعادة البناء لن تسقط في أيد فاسدة.
ودعا الرئيس الفرنسي، للتحرك سريعا لتقديم الدعم للبنان، محذرا في الوقت نفسه من انتشار العنف والفوضى في ذلك البلد الذي يعاني الأزمة تلوى الأخرى، وأضاف أن انفجار مرفأ بيروت دق ناقوس الخطر وعليهم أن يتدخلوا، غير أنه قال إن الحكومة اللبنانية يجب أن تنفذ الإصلاحات المطلوبة منها من الجهات المانحة الدولية.
كما قال السفير الفرنسي ببيروت، برونو فوشي، في وقت سابق حسب وكالة «سبوتنيك»، إن «باريس تشارك في التحقيق الجاري حول حادث انفجار مرفأ بيروت الذي وقع الثلاثاء 4 أغسطس».
ومنذ أكتوبر، الماضي، نزل آلاف اللبنانيون إلى الشوارع ناقمين على الطبقة السياسية ويحمّلونها مسؤولية الأزمات المتلاحقة، إلا أن وتيرة تحركهم تراجعت تدريجيا بعد تشكيل حكومة جديدة ومن ثم انتشار وباء كورونا لتقتصر على تحركات أمام مرافق ومؤسسات.
زين الدين زديغة