خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية
قرابة 3 آلاف قتيل و28 ألف جريح في 19 ألف حادث
تقدر الخسائر الاقتصادية لحوادث المرور سنويا بـ 100 مليار دينار، جراء تكاليف العلاج وتعويض المؤمّنين، ليبقى إرهاب الطرقات يحصد أرواح ثلاثة آلاف و900 جزائري سنويا، وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل انخفاض في ضحايا حوادث المرور بنسبة تقدر بـ 11 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأخيرة حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات.
أبرزت «صوفيا ريزو» ممثلة المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق أن الشبان حديثي الشهادة أي المتحصلين الجدد على شهادة تعليم السياقة أكثر المتسببين في حوداث المرور، حيث قالت إن المركز كان قد سجل خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية مقتل 2827 شخص وجرح 28647 شخص في 19559 حادث مرور، لكن بمقارنة هذه الفترة بنفس الفترة من السنة الماضية فنلاحظ تراجعا سواء في عدد الحوادث بـ 3391 حادث، وفي عدد القتلى بانخفاض يقدر بـ 337 قتيل، وفي عدد الجرحى بتسجيل انخفاض بـ6945 جريح، ليبقى هذا الانخفاض أقل من المأمول، لكن يحسب هذا الإنجاز للجهود المبذولة من طرف المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق وجميع الشركاء الفاعلين في مجال السلامة المرورية. أما فيما يخص التكلفة الاقتصادية المنجرة عن حوادث المرور، أشارت ذات المتحدثة إلى قيام نفس المركز المسؤول عن الوقاية والأمن عبر الطرق بالتنسيق مع جامعة باتنة بإنجاز دراسة حول التكلفة الاقتصادية التي قدرت بـ100 مليار سنويا. وبالبحث عن مسببات هذه الحوادث، واصلت «ريزو» مبرزة أن أكثر من 95 بالمائة من هذه الحوادث تتعلق بالعامل البشري، لتأتي بعدها عوامل متعلقة بالمركبة والمحيط، تتمثل في العوامل الهامشية، بالإضافة إلى المناورات الخطيرة والسرعة المفرطة، لتبقى فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة أكثر الفئات التي تسببت في حوادث المرور بـ6912 حادث على المستوى الوطني، حيث نجد أن هذه الفئة تتميز بروح المغامرة وحب الظهور. وأوضحت ممثلة المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق في السياق ذاته أنه أكثر من 50 بالمائة من المتحصلين على رخصة السياقة خلال السنوات الخمس الأخيرة أي السائقين الجدد قد تسببوا في 9837 حادث أي 50.29 بالمائة من إجمالي الحوادث المسجلة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، وهذا راجع حسب المتحدثة إلى نقص الخبرة، لأن التكوين الذي يتلقاه الشاب في دور السياقة تكوين شكلي، لأن السياقة تحتاج إلى ممارسة في الميدان وخبرة وتدريب، حيث تمكن هذه الخطوات الشاب المتحصل على رخصة السياقة حديثا من اكتساب أشياء لم يتلقاها في التكوين الممارس في مدارس تعليم السياقة، فالسياقة في الفترة الصباحية مثلا تختلف عنها في الفترة المسائية. وعن مسؤولية الحوادث، قالت «صوفيا ريزو» إن المسؤولية لا تقع على السائق فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بين عدة أطراف، حيث إن هذا هو محور عمل المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، من خلال البرامج التي يقوم بها، من خلال تفعيل حملات تحسيسية وأسابيع توعوية لفائدة جميع مستعملي الطرق وليس الشبان فقط، حيث تشمل هذه الحملات من قبل المركز حتى المدارس، لأن طفل اليوم هو سائق الغد، وذلك بالتنسيق مع الدرك والأمن الوطنيين، من خلال تشديد المراقبة عبر النقاط المخصصة.