تسجيل 7 آلاف حالة خلال السنة الجارية
مختصون نفسانيون واجتماعيون : «لا لتنامي ظاهرة تعنيف المرأة»
دقّ العديد من الخبراء النفسيين والاجتماعيين ناقوس الخطر فيما يخص تنامي ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع الجزائري، الذي باتت فيه المرأة عرضة لكل أنواع التنكيل والتعنيف حتى لأتفه الأسباب، حيث تشير الأرقام إلى تسجيل أزيد من 7 آلاف حالة عنف ضد المرأة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية.
أوضحت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا سيدي لخضر بن زروقي، أن مصالح الأمن الوطني أحصت 7586 حالة عنف ضد المرأة منذ بداية السنة الجارية إلى غاية شهر سبتمبر، ورغم أن هذا الرقم لا يعكس الواقع لأن أغلب النساء المعنفات لا يصرحن بسبب الخوف من المجتمع ومن رجال العائلة، إلا أنه يجب الاعتراف بأن الرقم يعتبر كبيرا، وينم عن خطورة الوضع، وقد جاء هذا العرض خلال اليوم الدراسي الذي نظمته الهيئة تحت شعار «نهاية العنف ضد المرأة في إفريقيا» بمناسبة إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث جاء بهدف التحسيس بهذه الظاهرة، رغم أن الجزائر قد قامت بخطوات هامة في هذا الشأن، بإدراج مواد رادعة ضمن قانون العقوبات منذ 2015، وكذا مصادقة الجزائر على بروتوكول مابوتو في سبتمبر 2016.
مختص اجتماعي: « تعنيف المرأة يعكس الانحراف الاجتماعي للرجال»
أكد المختص الاجتماعي محمد درويش أن ظاهرة العنف ضد المرأة من أخطر الآفات الاجتماعية الراهنة التي تجتاح أغلب مجتمعات العالم بصفة عامة والمجتمع الجزائري بصفة خاصة، ولعل من أهم المؤشرات التي تعكس درجة خطورة هذه الظاهرة تزايدها وانتشارها على نطاق واسع، فقد ازداد انتشار السلوك العدواني في المجتمع الجزائري بسبب الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
كما أوضح المتحدث أن العنف ضد المرأة صار ظاهرة اجتماعية تعكس الجانب الانحرافي المهدد للبنية الاجتماعية للأسرة والمجتمع، بالنظر لما تلحقه هذه الظاهرة من أضرار جسمية ونفسية واجتماعية للمعتدى عليه، وما نراه في الآونة الأخيرة -يضيف ذات المتحدث- أن ظاهرة العنف ضد المرأة لم تعد ظاهرة فردية فحسب بل أصبحت ظاهرة اجتماعية تهدد أمن واستقرار المجتمع على حد سواء، لهذا أصبح الاهتمام بها أمرا مؤكدا، نظرا لما يترتب عنها من آثار مدمرة على المستويين الفردي والاجتماعي، ومعرفة الأسباب تساعد لا محالة في إيجاد حلول لهذه الظاهرة الخطيرة.
مختصة نفسانية: «السلوك العدواني عند الطفل يولّد العنف مستقبلا»
أكدت المختصة النفسية سهيلة زميرلي أن ظاهرة العنف تعود إلى أسباب كامنة في شخصية الفرد وليست خارجة عنه، حيث إن الطفل يمر في حياته بتجارب قاسية تولد لديه سلوكات عدوانية لها تأثير واضح على سلوكه في المستقبل، لتصبح هذه السلوكات العدوانية مع مرور الزمن جزءا لا يتجزأ من شخصيته، وقد يعود السبب في كثير من الأحيان إلى فقدان الطفل في المراحل الأولى من حياته للحب والحنان من طرف الوالدين، الأمر الذي يولد لديه سلوكا عدوانيا يعوض من خلاله النقص العاطفي، كما أن هناك عدة أسباب أخرى لانتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا، من بينها المشاكل البيئية كالسكن والعمل وغيرها من المشاكل الأخرى المادية.