اعتبره المتابعون خدمة للإرهابيين
قصف ثلاثي على مواقع سورية ودمشق تتصدى
شنت الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا فجر أمس، عملية عسكرية على سوريا ردا على الهجوم الكيميائي المزعوم الذي اتهمت به دمشق في دوما، واستهدفت غارات جوية مواقع ومقار عسكرية عدة، في العاصمة السورية وحمص، وفي وقت لاحق أعلن قائد الأركان الأمريكي «انتهاء» الضربات في سوريا.
ذكرت مصادر عسكرية سورية أن الضربة الأمريكية التي استمرت أقل من ساعة استهدفت نحو 10 مواقع في سوريا، تركز معظمها في دمشق وريفها وفي حمص وسط البلاد، وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن دونالد ترامب الجمعة الماضية، عن أن هناك عملية عسكرية جارية حاليا في سوريا، بمشاركة فرنسا وبريطانيا، لمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد المتهم بشن هجوم كيميائي ضد مدنيين، وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها أجازت للقوات المسلحة توجيه ضربات منسقة لتقليص قدرة النظام السوري على استخدام أسلحة كيميائية ومنع استخدامها. وبررت ماي مشاركة بريطانيا في الضربات العسكرية في سوريا إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، قائلة إنه «لا يوجد بديل عن استخدام القوة»، وقالت رئيس الحكومة في بيان «لا بديل عن استخدام القوة لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري»، محملة دمشق المسؤولية عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما. وأضافت تيريزا ماي «بحثنا عن كل الوسائل الدبلوماسية، لكن جهودنا تم إحباطها باستمرار»، واستهدفت الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا في سوريا مركز البحوث العلمية وقواعد ومقرات عسكرية في دمشق ومحيطها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يقول إن الحكومة السورية أخلت في الأسبوع الماضي القواعد والمطارات العسكرية التي استهدفت في الهجوم. بدورها، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخا من أصل 103، مشيرة إلى أن موسكو ستعيد بحث إمكانية تسليم سوريا صواريخ «إس 300» على خلفية هذا العدوان،
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن الأراضي السورية تعرضت فجر أمس، لقصف صاروخي غربي امتد من تمام الساعة الـ3 و42 دقيقة فجرا، وحتى الـ5 و10 دقائق صباحا دقائق بتوقيت العاصمة السورية دمشق. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن هذا القصف لم يكن ردا على الهجمة الكيميائية المزعومة، بل رد فعل على نجاحات الجيش السوري في تحرير أراضي بلاده من الإرهاب الدولي.
بوتين: « عدوان واشنطن على سوريا خدمة للإرهابيين»
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضربة الغربية لسوريا عدوانا على بلد مستقل، وأعلن عن دعوة روسيا مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لبحث عدوان واشنطن وحلفائها.
وقال بوتين، إن القصف الصاروخي الذي نفذته واشنطن بدعم من حلفائها على منشآت عسكرية ومدنية سورية دون تفويض من مجلس الأمن، وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، هو عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة، تقف في طليعة الدول التي تكافح الإرهاب. وأكد بوتين في بيان نشره الكرملين أمس، أن موسكو تعتزم الدعوة لجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث عدوان واشنطن وحلفائها، مضيفا أن الدول الغربية نفذت الضربة على سوريا، بالرغم من أن الهجوم الكيميائي المزعوم لم يؤكده العسكريون الروس وسكان دوما السورية أنفسهم.
وأضاف المسؤول الأول على الكريملن أن الولايات المتحدة بتصرفاتها تعمق الأزمة الإنسانية في سوريا وتقدم خدمة للإرهابيين، كما أنها تنذر بموجة جديدة من الهجرة من سوريا والمنطقة ككل، وحذر بوتين من أن هذا التصعيد المحيط بسوريا يؤثر تأثيرا مدمرا في منظومة العلاقات الدولية بأسرها، مشيرا إلى أن التاريخ سيضع النقاط على الحروف.