تراجعت عن تصريحاتها حول مصدر الكوليرا
تخبّط تاريخي لوزارة الصحة في الجزائر
تراجعت وزارة الصحة والسكان عن بيانها بخصوص مصدر مرض الكوليرا الذي يضرب الجزائر منذ قرابة ثلاثة أسابيع، فمن منبع سيدي الكبير بولاية تيبازة، أعلنت أمس أن مصدره وادي بني عزة بولاية البليدة.
أبانت مصالح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي، عن تخبّط تاريخي، إزاء مرض الكوليرا الذي يضرب الجزائر، فبعد التأخر الفادح المسجّل في تحديد مصدر الوباء، تراجعت عن بيانها الأول بهذا الخصوص وراحت تعلن للرأي العام أن مصدره ليس منبع سيدي الكبير بولاية تيبازة وإنما وادي بني عزة بالبليدة.
وقالت مصالح حسبلاوي، في بيان لها الأربعاء، إنّ وباء الكوليرا حدد مصدره بوادي بني عزة بولاية البليدة، كما أن الوادي يشمل مجاري تبدأ من جبال الشريعة وتصل إلى العاصمة، وأضافت الوزارة أن فيروس الكوليرا انتشر على مجاري الوادي في عدة نقاط، وتم تسجيل الفيروس في بني عاشور، بني تامو وخزرونة، بالإضافة إلى مجرى الوادي المحاذي لملعب تشاكر بولاية البليدة.
وتشهد وزارة الصحة سقوطا تاريخيا بعدما فقدت ثقة المواطنين، فجرتها فضيحة الكوليرا وتصريحات الوزير البروفيسور مختار حسبلاوي، الذي تحوّل إلى أضحوكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالب إلى الرئيس بإنهاء مهامه بعدما أبان عن فشله الذريع في تسيير كلّ أزمات القطاع الأكثر حساسية في البلاد، فمن ملف الأطباء المقيمين إلى أزمة الكوليرا مرورا بوفاة الأستاذة الجامعية بولاية ورقلة إثر لسعة عقرب، بعد تصريحاته المستفزّة.
كما أظهر حسبلاوي تذبذبا تاريخيا في التصريحات، وهو الوزير الوحيد الذي كذب قطاعه تصريحاته الخاصة بفترة القضاء على مرض الكوليرا، حيث فندت وزارة الصحة تمكّنها من القضاء على داء الكوليرا في الأيام الثلاثة المقبلة، وقالت الوزارة إنّ هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة.
وأبانت قضية الكوليرا في الجزائر عن داء ظلّ يلاحق وزارة الصحّة منذ سنوات عديدة، ولم يرتبط باسم معيّن، فمن جمال ولد عباس الذي لم يكن يدري ما يجري في قطاعه، إلى عبد المالك بوضياف الذي غرق في الشعبوية وسقط في فضيحة دواء رحمة ربي، إلى البروفيسور مختار حسبلاوي الذي يسجّل السقطة وراء الأخرى، فبعدما أسال له الأطباء المقيمون العرق البارد وفشل في احتواء غضبهم أو حتى فتح النقاش معهم، سحبه داء الكوليرا نحو دوّامة بات يدلي فيها بتصريحات لا يعرف فيها ماذا يقول. واستغرق حسبلاوي، الذي يعرف في أوساط زملائه من الأطباء بأنه بعيد كلّ البعد عن التسيير الإداري، أكثر من ثلاثة أيام من أجل الإدلاء بتصريحات فيما يتعلق بقضية داء الكوليرا، إلا أنه بدا مرتبكا وأظهر فشلا ذريعا في تسيير الملفّ وحوّله إلى أزمة بسبب التصريحات غير الموثوق منها، التي تحوّلت إلى مصدر قلق للمواطنين عوض طمأنتهم.
وتحوّل قطاع الصحة في الجزائر إلى قطاع مريض لم ينته فيه عهد إصلاح المستشفيات، بسبب افتقاره للرجل المناسب من أجل تسيير قطاع بالغ الحساسية، بات يمثّل نقطة سوداء في تاريخ الحكومات المتعاقبة.
حكيمة ذهبي