تراجع في جرائم القتل وعمليات التهريب واستهلاك المخدرات
مصالح الأمن تسجّل أدنى مستويات الجريمة خلال رمضان
تكثيف الدوريات والحواجز وفرض الحجر ضيّق الخناق على المجرمين
كشفت التقارير الرسمية لمختلف مصالح الأمن على بعض النقاط «الإيجابية» لانتشار فيروس كورونا وفرض إجراءات الحجر الصحي، من خلال التراجع الكبير في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها، خلال شهر رمضان، وكذا عمليات تهريب واستهلاك المخدرات عكس السنوات الماضية، إذ تشير أرقام مصالح الأمن الوطني والدرك والجيش والحماية المدنية لانخفاض كبير في تدخلاتها وعملياتها المسجلة منذ بداية تطبيق الحكومة لإجراءات مواجهة تفشي فيروس «كوفيد 19».
سجلت الجزائر أدنى مستويات الجريمة، خلال شهر رمضان الحالي، بعد فرض الحكومة إجراءات الحجر الصحي ومضاعفة الحواجز الأمنية عبر مختلف الطرقات، على عكس السنوات الماضية، التي كانت تسجل فيها الجزائر مستويات قياسية في معدلات الجريمة خلال شهر رمضان، خاصة جرائم القتل التي كانت ترتكب لأسباب تافهة أحيانا. تراجعت الجريمة بكل أشكالها بشكل ملفت، منذ بداية الحجر الصحي، لتكاد تختفي خلال شهر رمضان لهذا العام، حيث أشارت ذات المصادر إلى أن تدخل مصالح الأمن خلال الأيام الأخيرة بات يقتصر على تحرير مخالفات عدم احترام الحجر الصحي، إذ أجبرت إجراءات الحكومة «المجرمين» على التزام البيوت بعد تعزيز مصالح الأمن من دورياتها عبر الأحياء والمدن وكذا تكثيف الحواجز الأمنية، ممّ أثر تأثيرا إيجابيا على تراجع الجرائم والسرقات، بالإضافة إلى تراجع مستويات العنف عموما والشجارات اليومية التي كانت تحدث في الأسواق خاصة في الأحياء الشعبية، إذ تعرف الأحياء قبيل الإفطار حالة من السكينة والهدوء بعد أن اختفت الشجارات التي كانت تحدث لأتفه الأسباب. في حين لم تتناقل هذه السنة مختلف وسائل الإعلام أخبارا عن جرائم القتل والطعن، كانت لسنوات ماضية تحدث جهارا نهارا خلال الشهر. كما كشفت الإحصائيات عن تراجع في حوادث المرور خلال الفترة التي تسبق الإفطار والسحور، والتي كانت تشهد في السابق مجازر مرورية بسبب إفراط الصائمين في السرعة بهدف الوصول إلى منازلهم في الوقت المحدد.
وفي سياق متصل، تراجعت المتاجرة في المخدرات والمؤثرات العقلية بشكل كبير، إذ شنت مصالح الأمن، بالتنسيق مع مصالح الجمارك، حملات ضد مروجي المخدرات دعمتها إجراءات الحجر الصحي المطبق عبر كامل الولايات التي قلصت من تحركات عصابات التهريب وكذا «بائعي التجزئة» بسبب دوريات رجال الأمن بالزي الرسمي والمدني، إذ تأتي هذه العمليات في الوقت الذي تعرف تجارة واستهلاك المخدرات ارتفاعا معتبرا خلال سهرات شهر رمضان، حيث تعرف معدلات الاستهلاك تضاعفا خلال الأيام الأولى لرمضان، وهو ما تفسره العمليات النوعية التي تحققها مختلف مصالح الأمن من حجز كميات كبيرة من المخدرات وتفكيك شبكات المتاجرة فيها عبر مختلف الولايات.
أسامة سبع