«كوفاكس» تواجه اتهامات أخلاقية بعد ممارسة التفضيل في توزيع اللقاحات
49 دولة غنية استفادت من 40 مليون جرعة والدول الفقيرة تنتظر التفاتة!
الجزائر ضمن 14 دولة عربية ستحصل على حاجاتها من اللقاح بالشراء المباشر
بعد حصول 49 دولة غنية على نحو 40 مليون جرعة من حصص اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي تتوفر عليها آلية «كوفاكس» التابعة لمنظمة الصحة العالمية، على حساب الدول الفقيرة، يواجه التكتل الذي يضم أكثر من 180 دولة اتهامات أخلاقية ثقيلة، بسبب ممارستها سياسة التفضيل فيما يتعلق بتوزيع اللقاحات، وكإجراء استعجالي دعت الصحة العالمية أول أمس، الدول والشركات المُصنعة للقاحات إلى تخصيص كميات للدول الفقيرة اقتصاديا.
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم غيبريسوس»، من أن العالم مهدد بـ»فشل أخلاقي كارثي» بسبب عدم تكافؤ سياسات توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من قبل تكتل «كوفاكس»، وهو ما أجبر عددا من الدول من بينها الجزائر على إمضاء اتفاقيات للشراء المباشر مع المخابر والدول التي تعكف على إنتاج اللقاحات.
وبهذا الخصوص، أكدت المنظمة أن من غير العادل منح 39 مليون جرعة من اللقاحات لـ 49 دولة غنية، بينما لم تحصل إحدى الدول الفقيرة إلا على كميات قليلة، رغم زيادة الدول التي شرعت في إنتاج اللقاحات، على غرار الصين، الهند، روسيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، فيما تطور فرق عمل دولية لقاحات أخرى مثل لقاح «فايزر» الذي يتم تطويره وإنتاجه من قبل خبراء أمريكيين وألمان.
في السياق، أطلقت منظمة الصحة العالمية بعد هذه الأحداث والتحولات، جرس إنذار لتوعية الدول المتقدمة حول خطورة ما يجرى حول لقاح كورونا، بينما يستمر عداد ضحايا الفيروس التاجي بالارتفاع يوميا، حيث دعا «جيبريسوس» الدول والشركات المُصنعة على مشاركة الجرعات المُضادة لكوفيد19 بشكل أكثر إنصافا في جميع أنحاء العالم. وكإجراء استعجالي، قال المسؤول إن على الدول والشركات المُصنعة للقاحات تخصيص كميات للدول الفقيرة اقتصاديا، مضيفا أن حصول غير ذلك أمام ما يحصل في «كوفاكس» سيجعل الدول الأكثر فقرا وضعفا في العالم في خطر فحسب، وتواجه نتائج عكسية، ومن الممكن أن تمتد هذه التصرّفات لتسفر في نهاية المطاف عن إطالة أمد الوباء، وكذا خلق فوضى في السوق باستمرار الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية.
في سياق ذي صلة، أجبرت حكومات الدول المنتمية للتكتل على المسارعة لتوفير كميات من اللقاحات عبر الشراء المباشر، على غرار الجزائر التي تعتبر من ضمن 14 دولة عربية أعلنت عن توفير احتياجاتها المحليّة عن طريق الشراء المباشر، فيما تنتظر 9 دول عربية أخرى تلقي المساعدة من أجل الحصول على حصة من اللقاح.
عبد الغاني بحفير