فيما هددت أوروبا باللجوء للقضاء بسبب تقاعس شركات إنتاج لقاحات كورونا
«أسترازينيكا» تعلن تأخرا في الإمداد بالجرعات والجزائر ضمن الدول المعنية
أثار عدم التزام الشركات المنتجة للقاحات المضادة لكورونا حفيظة الدول الأوروبية التي تعاقدت معها قصد تزويدها بالكميات المتفق عليها، في ظل الوضع الوبائي الخطير الذي تشهده مختلف دول القارة العجوز، وباعتبار أن «أوكسفورد » البريطانية من ضمن المنتجين الذين تأخروا عن الإمداد بالجرعات في وقتها، ستكون الجزائر معنية بهذا التأخر في اقتناء طلبيتها، بعدما أعلن منتج لقاح « أسترازينيكا» الجمعة الماضية أن «نسق إنتاج اللقاحات سيشهد تباطؤًا مؤقتا.»
تتجه الجزائر نحو الالتحاق بقائمة الدول التي ستظطر للتريث والانتظار مدة معينة قبل استلام جرعات لقاح «أسترازينيكا» بعدما اتفقت مع المنتج البريطاني على اقتنائها في إطار حملة التلقيح ضد فيروس «كوفيد- 19»، بعد إعلان الشركة أن نسق إنتاج اللقاحات سيشهد «تباطؤا» مؤقتا ما قد يؤثر على الإمدادات، جراء تغييرات طرأت في التصنيع.
وكان متابعون لمستجدات إنتاج وتوزيع لقاح «أسترازينيكا» بالهند -المورد الرئيسي للابتكار البريطاني- قد فسروا التأخر بانطلاق عملية التلقيح في هذا البلد الآسيوي، حيث سيتم تطعيم مليون شخص في مرحلة أولى، وبالتالي فالحاجة الكبيرة للقاح في الهند ستؤدي حتما إلى تأخر الشحنات التي طلبتها دول أخرى من العالم.
ولعل تحرك وزارة الخارجية في هذا الشأن يفسر ولوج الجزائر ما بات يسمى «دبلوماسية اللقاحات» للظفر بالحل الوحيد لمجابهة فيروس يكافحه العالم منذ عام، مع التأخر المحتمل في اقتنائها رغم أن العديد من الدول سارعت للإعلان عن الشروع في حملات التلقيح بهدف تحقيق «المناعة الجماعية» وإنهاء الحلول المؤقتة المتمثلة أساسا في إجراءات الحجر التي باتت تؤثر سلبا على اقتصاد البلدان في القارات الخمس، ناهيك عن التأثيرات النفسية على السكان. وكان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، قد لمح إلى إمكانية اللجوء إلى القضاء لإرغام شركات الأدوية على احترام العقود التي أبرمتها لتزويد دول منطقة «الأورو» باللقاحات المضادة لكورونا، وصرح في هذا الشأن أول أمس قائلا «نخطط لجعل شركات
الأدوية تحترم العقود التي وقعت عليها، باستخدام الوسائل القانونية المتاحة لنا».
وكان المنتج الألماني -الأمريكي «فايزر-بيونتيك» قد أعلن من قبل تأخرا في الإمداد بسبب الضغط في الطلبيات، ما أثار القلق والغضب في أوروبا التي تواجهه خطورة تفشي نسخ متحورة من الفيروس أكثر عدوى.
ووقع الاتحاد الأوروبي ستة عقود مع مخابر مع التفاوض مع أطراف أخرى، لاقتناء أزيد من 2,5 مليار جرعة من اللقاحات.
ز. أيت سعيد