المناضل الصحراوي ديدة يروي لـ المحور قصة 40 سنة من الكفاح ضد المغرب
أيدينا ممدودة للسلام.. ولكننا جاهزون لحمل السلاح في وجه المستعمر
رغم كلماته المتقطّعة وصعوبة إجرائه الحديث، غير أنّ المناضل الصحراوي العجوز ديدة ولد اليزيد، المدعو الأب ديدة ، الذي تجاوز سن الـ90، أبى إلّا أن يعبِّر عن معاناة شعب مسالم ذاق مرارة الممارسات اللاإنسانية لنظام المخزن المغربي، لا لشيء سوى لأنه طالب بحقه في تقرير المصير، ونيل حريته المسلوبة منه طيلة 40 سنة.
في مقابلة مع المحور اليومي ، أكّد ديدة القادم من الأراضي المحتلة للمشاركة في المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليزاريو، أنّ الشعب الصحراوي لن يقدّم أي تنازلات عن قضيته العادلة، وسيجد نفسه أمام خيار حمل السلاح كحل حتمي، من أجل طرد الاستعمار المغربي وتحرير الصحراء الغربية.
كيف تعلّقون على وضعية الصحراويّين الذين يعيشون بالمناطق المحتلّة؟
أقلّ ما يقال عن الأوضاع في المناطق المحتلة أنها غير إنسانية، وبقدر ما أعبّر عنها لا أستطيع أن أضعكم في الصورة الحقيقية الناجمة عن الممارسات اللامشروعة لنظام المخزن.
في رأيك، أين يكمن حل القضية الصحراوية في ظلّ الصمت الدولي وتعنّت نظام المخزن؟
المغرب لا يعترف بتاتا بقضيتنا، ويسعى جاهدا للضغط على الصحراويّين للدفع بهم للاعتراف على أنّهم مغربيون، قصد تبرير احتلاله لأراضينا أمام العالم.
هل لك أن تروي لنا تاريخ نضالك ضد الاستعمار المغربي؟
لقد عانيت الكثير في حياتي لأنّي كنت ضد الاحتلال المغربي لأراضينا وفكرة الصحراء مغربية، فإسبانيا هي التي استعمرتنا ووضعت لنا الحدود مع دول الجوار بين الجزائر وموريتانيا والمغرب، واسمنا هو الصحراء الغربية، وعليه قضيت نصف حياتي في السجون المغربية.
ما مدى احترام النظام المغربي للمواثيق الدولية؟
ممارسات نظام المخزن بالأراضي المحتلة لا يحكمها لا قانون ولا مواثيق دولية، فهو يطبّق سياسة الأرض المحروقة على كل من يريد الوقوف في وجهه أو يدافع عن حق من حقوق الصحراويّين، ويزجّ به في غياهب السجون ومراكز التعذيب، أين يذوق جميع أنواع الممارسات اللاإنسانية من تعذيب، ناهيك عن حرمانه من الزيارة وفي بعض الأحيان لا يعلم حتى أين هو. نستطيع القول أنّ الصحراويّين الذين يعيشون بالمناطق المحتلة ميتون بين الحصار المفروض عليهم في بيوتهم من جهة، والحصار المفروض عليهم في السجون المغربية من جهة أخرى.
ما هي مطالبكم في الوقت الحالي بعد احتلال دام 40 سنة؟
احتل المغرب أرضنا واستغلّ ثرواتنا على مرأى من أعين كل دول العالم والمنظمات الدولية، وبتواطؤ من بعض الجهات الغربية وحتى العربية التي لازالت لا تولي أي اهتمام لقضية اسمها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، إذا الشعب الصحراوي كغيره من الشعوب التي عاشت ويلات الاستعمار، يطالب من هيئة الأمم المتحدة ودول الاتّحاد الإفريقي المساندة لقضيته، وعلى رأسها شعب ثورة المليون ونصف مليون شهيد، وتقديم العون في سبيل تمكين شعب أعزل من تقرير مصيره، في حين نجد بعض الدول الغربية تساند نظام محمد السادس ولا تريد أن تفهم بأن قضيتنا تتعلّق بتصفية استعمار في القرن الـ21.
هل يتّجه الشعب الصحراوي لحمل السلاح ضد نظام المخزن قريبا؟
نحن نمدّ أيدينا للسلام مع المغرب، غير أنه إذا واصل تعنّته بهذه الطريقة، فنحن جاهزون لحمل السلاح والوقوف في وجهه، كما رأيتهم اتّسعت رقعة المطالبين بحمل السلاح خلال المؤتمر، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدلّ أن الشعب الصحراوي لن يدّخر أي جهد وحتى إن كانت الضريبة الاستشهاد من أجل قضيته.
إذن، أنتم من مساندي العودة إلى الانتفاضة المسلّحة؟
بالتأكيد، النظام المغربي يدفعنا إلى ذلك، من خلال غلقه لكل الأبواب والمنافذ المؤدية إلى إيجاد حل سلمي للقضية بعيدا عن مقترحه الحكم الذاتي، لأنّ الصحراويّين لا يقبلون إلا بتقرير المصير والاستفتاء الشعبي، كما فعله إخواننا في الجزائر الذين دفعوا أكبر قوة غربية آنذاك وأرضخوها لإجراء استفتاء تقرير المصير.
حاوره في مخيمات اللاجئين الصحراويّين بتندوف: لطفي العقون