المخرج المسرحي عبد الرحمان هوش لـ «المحور اليومي»:
نستهل حديثنا بالتكلم عن مسيرتك المسرحية لتقريبك أكثر للقراء؟
مسيرتي الفنية تعود إلى 30 سنة من العمل المسرحي، وبالتحديد في سنة 74، حين كنت طالبا في بومرداس، ولأول مرة أحضر مسرحية لكاتب ياسين «معركة ألفين سنة» وبهذه المسرحية توجهت أفكاري إلى حب المسرح وانخرطت بعدها في جمعية بالجامعة أين كنت أنشط مع مجموعة من الطلاب نمثل وننتج بأفكارنا، وفي سنة 1978 بمنطقة «إفرحونن» بولاية تيزي وزو دخلت إلى فرقة الكشافة أين كنت أنشط هناك بأعمال فولكلورية، وواصلت في ذلك إلى غاية سنة 1986، لأكون بعدها فرقتي الخاصة باسم «ايليلن» المعروفة كثيرا في المنطقة، كما أننا تحصلنا على الجائزة الكبرى في مهرجان مستغانم في 1995، ومنه كانت الانطلاقة الحقيقية لمسيرتي المسرحية مع الفرقة، أما الإخراج فكان للأستاذ حميد بن طيب فضل في دخولي إلى مجال الإخراج المسرحي، لأنه كان رجل مسرح بالدرجة الأولى، حيث تعامل مع عبد القادر علولة وكاتب ياسين أي في الفترة التي تميزت بأسماء ثقيلة في المسرح الجزائري.
كم مسرحية أخرجتها في مسيرتك؟
قائمة المسرحيات التي أخرجتها هي 5، منها مسرحية «أولاش الحرقة أولاش» التي تبث حاليا في التلفزيون، ومسرحيات أخرى على غرار «ثيسليث» التي أخذت بها جائزة أحسن نص بمستغانم في 2013.
بما أنك ناشط في المسرح الأمازيغي، نريد أن نعرف رأيك في مهرجان المسرح الأمازيغي الذي يقام بمدينة باتنة؟
المهرجان كان أكثر نشاطا بفعل الجمعيات التي تبدع بإنتاجاتها وإبداعاتها وتعرضها على خشبة المسرح، أما هذه السنة فللأسف تم إقصاء كل الجمعيات ومنعنا من المشاركة لأن الأولوية حسبهم للمسارح الجهوية، في الحقيقة لم أطلب المشاركة في المهرجان بسبب هذا القرار المجحف في حق الجمعيات.
قبل هذا القرار، كنت تريد المشاركة؟
لم أكن أريد المشاركة ولم أبحث عن وسيلة توصلني إلى المهرجان، ففي العام الماضي المهرجان كرمني واعترف بمسيرتي المهنية في حق المسرح الأمازيغي، أما هذه السنة فقرار إلغاء مشاركة الجمعيات أشعرني بالأسف لأنه خطأ، فالمسارح الجهوية أعمالها تجارية أكثر مما هي حفاظ على الثقافة، لأنهم يعملون فقط من أجل المال، أما الجمعيات فبقلة الإمكانيات المادية نستطيع أن ننتج عملا مسرحيا ذا مستوى راقيا، أنا ضد هذه السياسة وفي العام القادم إذا بقي هذا القرار لن أسكت، وليس هذا رأيي فقط، فكل الجمعيات الناشطة في المجال المسرحي شعرت بهذا الإقصاء واعتبرته ظلما في حق إبداعاتها، لأن الثقافة ليست تجارة.
وكيف تقيم مستوى المسرحيات التي تحصلت على المراتب الأولى في المهرجان؟
في الحقيقة مهرجان هذه السنة هو توزيع للأرباح وليس تقييما للإبداع، فأغلبية المسرحيات ذات مستويات لا ترتقي بالمسرح الأمازيغي، وهذا كان منتظرا لأنه ليس هناك أبداع في المسارح الجهوية.
وماذا عن الجائزة الأولى التي كانت من نصيب المسرح الجهوي لبجاية، هل هي بنفس المستوى الذي تتكلم عنه؟
مسرح بجاية لا يمكن أن نظلمه بهذا الرأي لأنه يتضمن طاقات إبداعية كبيرة، والجائزة من نصيبه لأنهم متحكمون في المسرح، وصاحب المسرحية التي فازت هو مناضل في المسرح الأمازيغي، وفعلا هذا هو الفرق لأنهم يعملون على الثقافة.
ومن هذا الحديث، أين تضع المسرح الأمازيغي؟
هو الآن في وضعية محرجة قليلا، لكن هناك طاقات تستطيع تفعيله فقط بتوفير الوسائل والإمكانيات، وأريد أن أشير دائما إلى أن الجمعيات المسرحية لو تتحصل على نسبة 25 بالمئة من الميزانية التي تعطى للمسارح الجهوية لإنتاج مسرحية واحدة، ستنتج بها الكثير من الإبداعات المشرفة، لكن لا أريد أن أنسى مساعدات السيد الهادي ولد علي عندما كان يشغل منصب مدير الثقافة بولاية تيزي وزو حين كان يوفر لي كل الوسائل ويقول لي، «إعمل فقط.»
وهل هناك مشاريع مسرحية لم تستطع إخراجها بسبب نقص الإمكانيات؟
أكيد كل الناشطين في هذا المجال يعانون من نفس المشكل، فمثلا اللجان الفنية التي تتضمنها المسارح الجهوية تقوم بتوزيع الأرباح فيما بينها، ففي العام الماضي قمت بوضع نص عن الشيخ محند أولحسين، المفاجأة أن واحدا في اللجنة لم يقنعه النص بحجة أنه قصير، وهذا ليس بسبب، وأقصوني لهذا.
وهل من أعمال في الطريق؟
إلى جانب إخراجي لمسرحية «قضيتكم قضيتنا» التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والتي كانت من إنتاج جمعية الإبتسامة من ولاية البويرة، الآن لديا مسرحية في المسرح الجهوي موجهة للأطفال اسمها «الحسناء والأقزام السبعة» وإن شاء الله ستكون جاهزة في الآجال القريبة، كما تحصلت من خلال نصها على المرتبة الرابعة في جائزة «موحيا» في طبعة العام الماضي.