الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل الشيخ يوسف مشريّة لـ المحور اليومي :
تأثيـــــر داعــــش ضئيــــل جـــــدا فــــي الجزائــــر والشعـــــب اكتـــــوى بويــــلات الإرهـــــــــــاب
الخطر قائم ... والفكر الداعشي نسخة قديمة تتجدد في ثوب جديد
كشف الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل الشيخ يوسف مشرية أن الجزائريين أداروا ظهرهم لتنظيم داعش بسبب فطنة المواطنين، خاصة الشباب الذين لم يعودوا يؤمنون بالأفــــــكار المتطرفة. كما أن الظروف الصعبة التي عرفتها الجزائر في التسعينيّات، والأزمة الأمنية التي ضربت البلاد، تعد سببا رئيسا في نفور الجزائريين وعدم التعاطف مع ممارسات التنظيم المخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والديانات السماوية.
وأكد محدثنا أن عدد الجزائريين الذين التحقوا بداعش قليل جدا قارنة بباقي الدول العربية والإسلامية الأخرى.
هل استطاع تنظيم داعش التأثير على عقول الشباب الجزائريين خصوصا والمجتمع عموما؟
أعتقد أن امتداد الفكر الداعشي في الجزائر لم يكن كبيرا غير أن هناك اختراق فكري في العالم الافتراضي، عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفيما يخص الإحصائيات الخاصة بالتحاق الشباب بهذا التنظيم، فليس هناك إحصائيات دقيقة في هذا الشأن، غير أن المعطيات تشير إلى أنه ضئيل جدا.
ولكن بما أن الفكر قائم فالتهديد مازال محدقا، وبما أن الفكر الداعشي نسخة قديمة تتجدد في ثوب جديد ـ ككل مرة ـ فقبل أن يكون الفكر الداعشي الذي يعتبر الجيل الرابع مكان التكفيريين وليس الجهاديين، كان قبلة تنظيم القاعدة، وقبل هذا كان التنظيم تنظيمَ الجماعات الإسلامية المسلحة.
هل تفطنت الجزائر لهذا الأمر؟
الجزائر استطاعت أن تتفطن لهذا الأمر وتقضي على رؤوس التكفريين خلال العشرية السوداء، ورموز هذا الفكر التكفيري بعد إسقاط أحد رموز هذا التنظيم وهو أبو الحسن رشيد البليدي الذي كان يروج لهذا الفكر المتطرف، ولكن في العالم الافتراضي هناك تعاطف مع هذا التنظيم، والإحصائيات تدل على أن اختراق الفكر الداعشي الجزائرَ قليل مقارنة بالدول الأخرى مثل ليبيا والمغرب، ولكن تبقى هناك خلايا نائمة لابد من القضاء عليها.
ما هي التحديات التي تنتظر الجزائر وماهي التخوفات المستقبلية؟
التقاء الفكر الداعشي بالتنظيمات الأخرى خاصة منها بوكو- حرام التي استطاعت أن توسع من نشاطها إلى قرى في النيجر والكاميرون غير البعيدتين عن حدودنا، بعد أن يلتقي التنظيمين في ليبيا، وهذا سيشكل خطرا كبيرا، فلابد أن تكون للشباب مرجعية وطنية يعتمدها علماء وأئمة جزائريين في تحقيق الحصانة الفكرية من الفكر المتطرف أو الداعشي، بدءا من الأسرة ثم المواقع الإليكترونية، وعلى السلطات تكثيف العمل للقضاء على الفكر المتطرف و تصفية الكثير من مكتباتنا في الجزائر من الفكر الداعشي المتطرف.
لكن الخطر مازال قائما عبر مواقع التفاعل الاجتماعي، ما تعليقك؟
العالم الافتراضي لا مفر منه، فقد استطاع تنظيم داعش الإرهابي أن ينتصر افتراضيا، بحيث أشارت إحصائيات رلى أن هناك أكثر من 5 آلاف شخص يشيدون بأعمال داعش، وهذا لابد أن يكون عملا موازيا من طرف العلماء والأئمة؛ من خلال التواصل والحوار وهذا ما تقوم به الرابطة بعد أن دعتها السلطات لعرض التجربة الجزائرية. وخلال الالتقاء بعناصر بوكوا حرام في السجون النيجيرية، اكتشفنا أن غياب التواصل والحوار هو الذي جعل هؤلاء الشباب يغرر بهم ويلتحقون بـ داعش .
حاورته/ ياسمين بوعلي