الفنان حمدي بناني لـ»المحور اليومي»:
«بعيدا عن المالوف أنا رياضي بامتياز ومارست التنس لثلاثين سنة»
«لو لم أكن فنانا لكنت ضابطا في الجيش»
جمعنا حوار مع الفنان المتألق «حمدي بناني» المعروف بالملك الأبيض، لبدلته البيضاء وكذا لكمانه الأبيض، الذي يعود لقصة تتويجه بالمرتبة الأولى بالمهرجان العالمية للأغنية الكلاسيكية عام 1984 بالاتحاد السوفياتي سابقا، حيث لقب حينها بـ «رجل السلام» لصفاء قلبه ورقي فنه وكذا لنبله كجزائري.
هذا، وقد نفى كل الإشاعات التي دلت على انتقاده من قبل عميد المالوف الحاج الفرقاني، نظرا لتطويره هذا الفن، بل أكدت أن الفرقاني عمد على إدخال التغير هو الآخر في المالوف بإدخال آلة «السانتي».
وللتعرف أكثر على الملك الأبيض في أغنية المالوف، تابعونا في هذا الحوار الذي يكشف فيه بناني عن حياته بعيدا عن الفن .
ما هو جديدك في سنة 2016، وماذا عن حضورك في قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؟
بدأنا سنة 2016 بتسجيل أربعة ألبومات من التراث في المالوف، منها «دمعي جارا»، «يا عاشقين»، و»قدي بسلام» وهي أغنية في طابع العروبي والحوزي، في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
هل من برنامج فني داخل وخارج الجزائر؟
أجل، لي جولات بفرنسا بقاعة «أولمبيا»، لكن نظرا لما حدث مؤخرا بفرنسا أجلت، وهناك بعض الصعوبات لكن الحفل لايزال قائما، وسينظم قريبا في قاعة «أولمبيا»، إلى جانب حفل منظم بالجزائر في قاعة ابن زيدون.
كيف تجد البرامج المسطرة لإحياء هذه التظاهرة؟
هناك مشاكل وتغييرات في الكثير من البرامج المسطرة التي نظمت لإيحاء هذه التظاهرة، يعود السبب فيها إلى التقشف، حيث تم إلغاء وتقليص بعض الحفلات، فسعر البترول تدنى، لكن نحن مضطرون إلى أن نتقبل الوضع، ويجب كجزائريين أن نحب الوطن، غير أنه لابد من الإشارة إلى أن الجزائر لا تزخر بالبترول فقط، وإنما تزخر بالفن، الثقافة والسياحة، كونها غنية بالتراث.
عرفت بتجديدك لفن المالوف، ألم تلقَ انتقادات من عميد الأغنية المالوف الشيخ الفرقاني؟
لم يحدث اختلاف أو انتقاد بيني وبين الحاج فرقاني، فيبقى هو عميد المالوف، فهو الأصل حيث وصل لخمسة وتسعين ألبوما، إلا أنه هو الآخر يعتبر مجددا فيه بإدخاله آلة السانتي، وأعتبر مجددا فيه كذلك، أين أدخلت الفلامينكو في أغنية المالوف منها «ما جاني ما جاني».
يأخذني الفضول لأعرف قصتك مع اللباس وكمان الأبيض المصاحب لك في كل الحفلات؟
صحيح، عرفت بلقب «الملك الأبيض»، فكنت في ما مضى ولتزلت إلى اليوم ألبس البدلة البيضاء لإحياء الحفلات، وفي عام 1984 كانت لي مشاركة في الاتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا، بالمهرجان العالمية للأغنية الكلاسيكية، ومن بين 62 دولة مشاركة فزت بالمرتبة الأولى وشرفت الجزائر ونلت منها لقب «رجل السلام»، كما كانت المغنية الفرنسية «كاترين لارا» صاحبة الكمان من نوع كاتكار أبيض اللون، ومنه طلبت صنع كمان أبيض اللون في نوع ألتو ونقش فيه اسمي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعزف عليه واستعمله في كل الحفلات وألبس بدلة البيضاء، فرغم أني أملك خمسة أنواع من الكمان، إلا أني أهوى الأبيض، مثل ما عندي الكثير من البدلات الرسمية باختلاف ألوانها، إلا أني أرتاح في الأبيض.
في رأيك، إلى ما يعود السبب في عدم شهرة الفن المالوف ووصوله للعالمية؟
أجد أن الإعلام يلعب دور كبير في تصعيد المالوف نحو العالمية، ففي السبعينات، كانت نصف ساعة قبل نشرة الأخبار الثامنة، تقدم فيها أغاني المالوف والأندلسي، لكن اليوم للأسف الإعلام لا يلعب دوره في نشره، لكن لابد من التحديث فيه لنحافظ على التراث ونقتصر في وقت ونبقي عليه للجمهور الراهن.
بعيدا عن المالوف من هو حمدي بناني؟
بعيدا عن المالوف أنا رياضي بامتياز، مارست التنس لمدة ثلاثين سنة، فلا أدخن ولا أشرب خمرا والفضل لله، فنحن كبرنا لكن الصوت والصحة لايزالان، ولهذا لابد من تقديم المشعل للشباب، وعليه فإن ابني يحضر لألبوم جديد حاليا.
إن لم تكن فنان ماذا كنت ستختار لتكون؟
إن لم أكن فنان، لكنت ضابط في الجيش، لحبي لهذه المهنة الشريفة والانضباط فيها، كوني منضبطا في العائلة وفي العمل، زد على ذلك أوصاني جدي رحمه الله، وعمري لم يتعد خمسة عشر سنة قائلا: «يا ولدي نوصيك بالكلمة لكان خرجت من فمك ما ترجعش كالبارود»، وقال لي: «تعيش نهار سردوك وما تعيش عام كي دجاجة»، وعليه لقد قمت بتربية ابني على خطى تربية جدي لي.
ختاما ماذا يمكنك أن تقول؟
أتمنى لجريدة «المحور اليومي»الاستمرارية والتألق، كما أشكر من خلالها كل الصحفيين، ولولا الإعلام لما عرفنا الجمهور، كما أتمنى أن تنزل الرحمة ويعم السلام في العالم، ولابد أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض لتبقى الجزائر وردة.