الكاتب رشدي رضوان لـ « المحور اليومي »:
«النص ورد في قالب كوميديا المواقف ويترفع عن الكوميديا التهريجية»
أكد الكاتب رشدي رضوان لـ « المحور اليومي » أن النص جاء في قالب كوميديا المواقف وارتفع عن الكوميديا التهريجية، وأضاف بأنه رغم المستوى المتميز الذي قدمه المخرج عبد الكريم بريبار في العرض المسرحي، إلا أنه تمنى أن يدخل ليشاهد العرض ويندهش لنصه.
بعد الجلسة النقدية التي أقيمت على شرف العرض الأول لمسرحية «صاحي بالنوم» للمخرج عبد الكريم بريبار والكاتب رشدي رضوان، اقتربت « المحور اليومي » من الكاتب الذي أكد أن النص بني في ظل اعتماده على العديد من التساؤلات، فضلا عن العمل على سياسة استقطاب الجمهور بالكوميديا عن طريق المواقف الساخرة والكثير من التفاصيل. تابعونا في هذا الحوار القصير مع الكاتب رشدي رضوان.
النص «صاحي بالنوم» اهتم بالحفاظ على الذاكرة عبر تداخل الشخصيات ومعايشة الجمهور بين الواقع والخيال، لماذا هذا التناقض؟
كنا نبحث عن توليفة تهم الجمهور الجزائري، وفي نفس الوقت لا ندعها تسقط في البساطة الشعبوية خاصة وللنص التماسات كثيرة، ما بين الأمور الحساسة المتعلقة بالتاريخ، أو المجتمع لاستقطاب الجمهور بالكوميديا عن طريق المواقف الساخرة، التي تعمدنا أن تكون داخل العرض المسرحي في الكثير من التفاصيل، فكنا نلعب على ثنائية إرضاء الجمهور لكن مع بعث رسائل ثقافية وسياسية وكذا اجتماعية أيضا، وقد وفقا إلى عدم إسقاط المسرحية إلى الشعبية، وفي نفس الوقت عدم إسقاطها في الرمزية والنخبوية في هذا العرض.
هل كانت فكرة النص قبل نقله للركح كوميدية، أم أن رؤية المخرج عمدت إلى التعمق في ذلك أكثر؟
النص كان في قالب كوميديا الموقف، والتي تترفع عن الكوميديا التهريجية، أو الكوميديا التي تستهدف إضحاك الجمهور فقط، أين جسدنا فيه المواقف التي بدورها تعمل على استفزاز الكوميديا، وهذا لتوفر النص على التراجيديا التي تحولت إلى كوميديا سوداء، فنجد أنفسنا نضحك على آلامنا وعلى أوجاعنا، وعلى مشاكلنا بصفة عامة، وفي النهاية نضعها تحت عنوان عريض «الكوميديا السوداء».
حين تحدث الممثل الهاني في العرض المسرحي عن جده وكونه كان مجاهدا وتضخيم الحكاية التي لا تصدق، هل هذا يصب في فكرة تزوير التاريخ؟
حقيقة النص كان ما بين تزوير التاريخ وتشويهه، فهي الثنائية التي تعمدنا اللعب عليها، فيمكن أن يكون التزوير من البسطاء، من البطولات التي تعمد تضخيمها، وشخصيا أكتب بعمق في فكرة تزوير التاريخ وحول نشر وقائع لم تحدث أصلا، إذ يتعدى الأمر ويطرح تساؤل: من يكتبون التاريخ؟، كما يمكن أن يطرح تساؤل: من هذه الشخصيات التي لها الحق أن تكون ثورية وهل حقيقة كانت كذلك؟، كما عمد النص من جهة أخرى إلى الحفاظ على الذاكرة وما حولها من تناقضات، من تشويه واختلاف في التاريخ والاستثمار في الذاكرة، إذ بني العرض المسرحي «صاحي بالنوم» على هذه الأسئلة.
لقد أفصحت أنك راض بالعرض المسرحي من الناحية الإخراجية، لكنك تمنيت في الوقت نفسه أن تلقى رؤية إخراجية أخرى، كيف تفسر حديثك؟
حقيقة تمنيت أن أدخل لأشاهد العرض بإخراج يجعلني لا أعرف أنه نصي، فأجد رؤية أخرى تبهرني، تدهشني، لكن هذا لا يخل بالعمل الذي قام به المخرج عبد الكريم بريبار، فقد كان في المستوى لكن ذلك لا يمنع أن أرى هذا النص برؤية إخراجية أخرى.
حاورته: صارة بوعياد