الاختناق المروري السمة البارزة
العائــــلات «السكيكديــــة» تحـــول لياليهـــا إلـــى نهـــار فـــي رمضـــان
حلت أيام الشهر الفضيل لتنقلب أحوال السكيكديين رأسا على عقب، فبعدما كان النهار ميزته الحركة والنشاط، أصبحت الولاية وسيما المدن الكبرى تستيقظ على حركة تجارية تكاد تكون منعدمة من خلال المحلات التجارية المغلقة، لكن سرعان ما يتغير الوضع بحلول الليل أين يصبح التنقل عبر الشوارع الرئيسية مستحيلا.
هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم بعاصمة ولاية سكيكدة وباقي المدن الكبرى على غرار القل، عزابة والحروش باعتبار أن الصبيحة، قد خصصت للراحة والنوم بعد قضاء ليلة طويلة في السهر وأداء السنن، غير أنها ازدادت السنوات الأخيرة بعد أن تدعمت خاصة عاصمة الولاية بعديد المرافق الخدماتية والترفيهية، ليصبح على سبيل المثال لا الحصر ميناء الصيد والترفيه بسطورة أحد أهم وجهات العائلة السكيكدية وزوار المدينة، بل باتت محجا وقبلة، لدرجة أصبح الذي يقصد هذا المكان في وقت متأخر بعد الإفطار يحلم فقط بالوصول إليه بسبب الاختناق المروري الذي يحدث كل ليلة على مستوى الطريق المؤدي إلى سطورة ابتداء من طريق الماعز الذي اهتدى إليه عدد من المواطنين بغية الإفلات من ضغط المدينة عبر الشارع الرئيسي ديدوش مراد، غير أنه أصابته العدوى كسابقه ونفس الأمر بالنسبة لطريق بويعلى، ليغير بذلك السكيكديون المثل الشائع كل الطرق لا تؤدي إلى سطورة، ويحبذ سكان المدينة وزوارها الميناء تحديدا بسبب تواجد الساحة الواسعة والتي تعد مكانا لالتقاء شمل العائلات والأصدقاء والذين غيبوا عنهم في النهار، كما أنه يتوفر على عديد الخدمات وعلى رأسها الخاصة ببيع المثلجات بكل أنواعها وهي التحلية المفضلة بعد فطور دسم ونهار شاق وحار وكذا ارتشاف القهوة مع بعض السجائر لمن لم يتمكن من استغلال الشهر الفضيل للتخلص من هذه العادات الضارة، ناهيك عن التمتع بالبحر ونسماته المنعشة وبتأرجح القوارب في الميناء .
بعيدا عن الميناء وفي عمق المدينة، لا تكاد الحركة تتوقف وتتواصل لتصل لساعات متأخرة إلى غاية آذان الإمساك، فإذا كانت فترة النهار فرصة لتجار المواد الغذائية بمختلف أنواعها من لحوم وحبوب وخضر وفواكه وغيرها للاسترزاق والربح باعتبار أن شهر رمضان يكثر الطلب فيه على كل أشكال وأنواع المأكولات ويقبل الصائم فيه على الشراء بنهم وشراهة، فإن فترة الليل فرصة لأصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الألبسة الرجالية والنسائية وتلك المتعلقة بالأطفال من أجل كسب مبالغ إضافية عن تلك التي يحصلون عليها في الأوقات العادية، ويستغل المواطنون الفرصة من أجل شراء ما يسمى بكسوة العيد في أوقات متقدمة مخافة ارتفاع الأسعار في الأيام القليلة التي تسبق عيد الفطر والفرصة العظمى هنا هي للأطفال الذين لا يبخل عليهم بأي شيء فالعيد عيدهم، كما أن الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل تخصصها ربات البيوت عادة لشراء الأغراض الخاصة بصنع الحلوى ومن ثمة يخترن الأنواع الجديدة للحلويات، بعدما غزت الأسواق الكتيبات الخاصة بالحلويات بما فيها الشرقية وكذلك الثورة التكنولوجية التي ربطتهن مع أشهر «الشافات» عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات العربية، دون الانسلاخ عن الحلويات التقليدية، حيث لم تزل العائلة السكيكدية لحد الآن متمسكة بالبقلاوة، المقروط، الغريبية، الصابلي، التشراك وغيرهم .