في سلسلة مليئة بالرسائل السياسية ومشاهد السوسبانس
عاشور العاشر يصنع الاستثناء ويتفوق في رمضان
استطاعت سلسلة عاشور العاشر في موسمها الثاني أن تتربع على قلوب المشاهدين الجزائريين، من خلال عدد المشاهدات الكبير الذي حققه عمل المخرج جعفر قاسم، الذي أثبت مرة أخرى قدرته على تقديم أعمال ذات مستوى، حيث عرف كيف يجذب الجمهور الجزائري من خلال إسقاط الأحداث على الواقع المعيش، خاصة أمام مشاهد مليئة بـ «السوسبانس» والرسائل المشفرة حول الواقع السياسي الذي تعيشه البلاد.
نهاية مفتوحة هي ما تعود عليه المخرج جعفر قاسم، وهو ما انطبق على الجزء الثاني من «عاشور العاشر» إذ اختتم بإطلاق سهم من طرف شخص مجهول. السهم الذي اختتم به سلسلته «عاشور العاشر» تم تصويبه باتجاه المملكة العاشورية بالتزامن مع عرس زواج ابنته عبلة بابن عمها، ليضع المشاهد في تساؤل، وهو ما أظهره التفاعل الكبير عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أين هلل المتابعون لنجاح العمل الوحيد الذي استطاع -حسبهم- تحريك الكفة لصالح الاجتهاد والعمل الجاد الذي ظهر خلال الحلقات التي اتسمت بالكوميديا أحيانا والتراجيديا أحيانا أخرى، لينتقل المخرج صاحب سلسلة «جمعي فاميلي» إلى رؤية أخرى متطورة، من خلال إشراك وجوه شبابية جديدة، دخلت إلى عالم المملكة عبر الكاستينغ، حيث صنعت الفرجة من خلال نصها الحواري القريب جدا من الجيل الجديد، على غرار رجلاوي وجواد وبلوطة.
وكانت شخصيات الجزء الثاني عميقة أكثر مقارنة بالجزء الأول من السلسلة، مع حفاظهم على الشكل الفكاهي لها، فقد تم الكشف عن أسرار شخصية الوزير «برهان» وحكاية الزوجة الأولى للسلطان عاشور (والدة الأميرة عبلة)، أي أن كل حكاية كانت لها قراءة معينة اكتشفها المشاهد عبر الحلقات.
وقد جمع «السلطان عاشور العاشر» بين الدراما والهزل والفانتازيا، لأحداث تدور فصولها داخل قصر السلطان، وكل حلقة تستعرض قصة من القصص التي تتناول جانبا من جوانب حياته، ومختلف المقالب التي يتعرض لها رفقة وزيره وعائلته، وطريقة حفاظه على ملكه رغم المكائد التي يتعرض لها من أجل إسقاطه، وكل ذلك في قالب هزلي كوميدي.
عاشور العاشر دفع المتتبعين إلى دخول غمار السياسة، حيث أصبح المشاهدون يحللون ويناقشون مشاهد الحلقات، ولعل الجانب القوي الذي ساهم في نجاح العمل هو الخوض في القضايا الراهنة للبلاد، وهذا ما يترجم عشق الجمهور الجزائري لكل ما يتعلق بواقعه وكل ما يسلط الضوء على وضعه، وقد استطاع أن يحفظ ماء الوجه أمام الأعمال الشاحبة التي اعتمدتها مختلف القنوات التلفزيونية، التي استاء منها المشاهدون، الذين ينتظرون عاما ويخيبون شهرا.