السادسِ والعشرينَ من شهر جُمادى الأولى
في مثل هذا الشهر
وفاة الطرطوسي
وفي السادسِ والعشرينَ من شهر جُمادى الأولى من سنة خمسمائةٍ وعشرينَ للهجرةِ المباركةِ توفّي بثغرِ الإسكندرية الفقيهُ المالكيُّ الزاهدُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ الوليد الأندلسيّ المعروف بالطُّرطوسيّ، تلقى العلمَ ورحلَ إلى المشرقِ وحجّ ودخلَ بغدادَ والبصرةَ وسكن الشامَ ودرّس بها، كان إمامًا عالمًا زاهدًا متواضعًا متقلّلاً من الدنيا راضيًا منها باليسيرِ وكان يقولُ: إذا عُرضَ لك أمرانِ، أمرُ دنيا وأمرُ أُخرى، فبادِر بأمر الأخرى يحصلْ لك أمرُ الدنيا والأخرى، وكان كثيرًا ما ينشدُ:
إن للهِ عبادًا فُطَنا * طلقوا الدنيا وخافوا الفِتنا
فكّروا فيها فلما علموا * أنها ليست لحيّ وطَنا
جعلوها لُجّةً واتخذوا * صالحَ الأعمالِ فيها سفُنا
ولما مات دُفن بثغرِ الإسكندرية.
أحمد بن الحسين البهيقي
في العاشرِ من شهرِ جُمادى الأولى من سنةِ أربعمائةٍ وثمانٍ وخمسينَ للهجرةِ المشرفةِ توفّي الحافظُ الكبيرُ الإمامُ أحمدُ بنُ الحسين البيهقيّ رحمهُ اللهُ، كان أحدَ أئمة المسلمين، وهو فقيهٌ حافظ كبير، وأصوليّ نِحرير، زاهدٌ ورعٌ قائمٌ بنصرةِ مذهبِ أهلِ الحقّ، جبلٌ من جبالِ العلمِ، وعلَمٌ من أعلامِ الأشاعرةِ والشافعيةِ، اشتغلَ بالتصنيفِ وبلغت تصانيفُه ألفَ جزءٍ، ولم يتهيَّأ للكثيرين قبلَه مثلها، فأما كتاب السننِ الكبرى فمما صُنّف في علم الحديثِ ولم يُصنفْ مثله تهذيبًا وترتيبًا وله أيضًا كتابُ مناقبِ الإمامِ أحمد، وكتابُ البعثِ والنشورِ وكتابُ الزهدِ الكبير، وكتابُ الاعتقاد، وكتاب الأسماء والصفات، ودلائلِ النبوة، وشُعب الإيمان وغيرُها.
وقد نصرَ مذهبَ الإمامِ الشافعيّ بحيث بسطهَ ونشرَه في الآفاق، ويقولُ الذهبيّ: لو شاءَ البيهقيُّ أن يعمل لنفسِه مذهبًا يجتهدُ فيه لكانَ قادرًا على ذلك لسعَةِ علومِه ومعرفتِه بالاختلافِ.
توفي رحمه الله بنيسابور ونُقل إلى بَيْهق وهي مجم
مولد محمد الشيباني
في الرابعِ من جمادى الأولى من سنةِ خمسمائةٍ وخمسٍ وخمسينَ للهجرةِ النبويةِ وُلدَ الإمامُ الحافظُ أبو الحسنِ عليُّ بن محمد الشيبانيُّ المعروفُ بابنِ الأثيرِ الجزَريّ الملقّب بعزّ الدين.
كان إمامًا في حفظِ الحديثِ ومعرفتِه، وما يتعلقُ بهِ، وحافظًا للتواريخِ المتقدّمةِ والمتأخرةِ، وخبيرًا بأنسابِ العربِ وأخبارهم وأيامِهم ووقائعهم، صنّف في التاريخِ كتابًا كبيرًا سماهُ "الكامل" ابتدأ فيهِ من أولِ الخلقِ إلى ءاخرِ سنة ستمائةٍ وثمانٍ وعشرينَ للهجرة، واختصرَ كتابَ الأنسابِ للسمعاني واستدرك عليهِ فيه مواضع. توفي رحمه الله في شعبانَ سنة ستمائةٍ وثلاثينَ ودُفن بالموصل.
وعةُ قرى بنواحي نيسابورَ على بُعد عشرينَ فرسخًا منها.
مساهمة/فاطمةالزهراء طرطق.