الصيام ينشّط البنكرياس
أثبتت الدراسات حدوث تحسن في نشاط البنكرياس، خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى التحكم بالسمنة التي تؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض مثل الضغط وأمراض القلب وارتفاع الدهون في الدم، كما أن الصيام هو من أفضل الحلول لمعالجة وباء السكري والسمنة في مختلف الأعمار، ويجب ألا ننسى قول الله تعالى: [فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ] ( سورة الملك 15)، ففي هذه الآية دعوة أولاً للحركة ثم إلى تناول الطعام وهنا تتراءى حكمة المولى - عز وجل - في إقران الحركة والأكل معاً مع تقديمه للحركة لأهميتها ولكي لا نهملها. ولعلنا نتطلع ونقتدي برسولنا الكريم حين قال: «المعدة بيت الداء»، فاجعل التوازن في حياتك بين الطعام والشراب والحركة لتساعد بها الجسم وأعضائه على أداء وظائفه وتجديد حيويته.
ولكن على المريض الذي يصاب بنوبات نقص سكر، أو الارتفاع الشديد في سكر الدم أن يقطع صيامه فوراً، ومراجعة جرعات الدواء مع الطبيب لمنع تلك النوبات، كما يجب التأكد من مستويات السكر بالدم بشكل منتظم في المنزل خلال أوقات مختلفة ثم عرضها على الطبيب، وبالأخص في الأيام الأولى من رمضان.
ومن المهم معرفة مستوى السكر في فترة ما بعد الظهر وقبل موعد الإفطار لتجنب هبوط مستوياته، وإذا شعر مريض السكر بالتعب أو الدوار والضعف مع التعرق والرعشة والصداع مع تسارع نبضات القلب والرؤيا غير الواضحة، يكون ذلك دلالة على انخفاض مستوى السكر في الدم، ويجب فحص السكر في الدم فوراً وإنهاء الصيام ثم مناقشة ذلك مع الطبيب.
وفي حال كانت نسبة السكر مرتفعة قليلا، خلال وقت الصيام وبدون أعراض، فلا داعي للقلق ولكن يجب التأكد أنها ليست منخفضة طوال النهار، وعلى المريض الذي يعتمد تناول الحبوب في خفض معدل السكر بالدم مراجعة طبيبه؛ إذ يمكن أن يوقف له الدواء نهائيا في فترة شهر رمضان، كما يمكن تقليل أو تغيير جرعات الدواء بحيث يساعدهم على صيام رمضان بشكل طبيعي في حالة عدم وجود أي عارض صحي آخر.
ويحذر الأطباء من الإفراط في تناول الطعام وخاصة الحلويات والسوائل المحلاة والكربوهيدرات، ويجب تناول كمية نفسها ونوعية الطعام نفسه قبل رمضان. وإلى جانب وجبتي الإفطار والسحور، يمكن تناول وجبة ثالثة بسيطة بعد صلاة التراويح أو في منتصف الليل، ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، ومن المهم تجنّب المشروبات الغازية والعصائر والحلويات خلال شهر رمضان، حيث ترفع هذه الأطعمة مستوى السكر بالدم وبالتالي تشعر لاحقاً بالضعف ولا يمكنك صيام اليوم التالي