في ظل استمرار نمط معيشتهم الحالي
الجزائريون مهددون بوباء إسمه «السكري»
يجمع المختصون في أمراض السكري أن الجزائر من الدول المهددة في السنوات المقبلة بوباء عالمي اسمه» السكري» وذلك بتضاعف عدد المصابين، حيث بينت معطيات الصحة العالمية اكتشاف أكثر من 3 حالات جديدة لمرضى السكري كل 10 ثواني، في الوقت الذي أكدت أرقام الفدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري بالجزائر إحصاء 15 ألف حالة جديدة سنويا وسط الجزائريين.
أحيت أمس الجزائر مثل غيرها من دول العالم اليوم العالمي لداء السكري الذي بات يمثل خطرا يهدد صحة غالبية سكان المعمورة، والسبب راجع حول المختصين في المجال إلى التغير الملحوظ في نمط معيشة الجزائري خلال السنوات الأخيرة، وعن تفاقم أعداد مرضى السكري عندنا أكدت الدكتورة مرابطي فوزية اختصاصية أمراض السكري والغدد في حديثها لـ «المحور اليومي» أن الجزائر ستنضم لا محالة للـ 10 دول التي تشهد ارتفاعا صارخا لمرضى الداء في حال مواصلة اعتماد نظام العيش الحالي، والمتمثل في الاستهلاك الكبير للأكل السريع الغني بالمواد الدسمة إلى جانب السكريات، مضيفة أن 7 دول ممن أكد «أطلس السكري «العالمي على أنها من بين الـ 10 دول في العالم المعنية بارتفاع عدد مرضى السكري بها، ممثلة في دول الشرق الأوسط.وفي تحذير دولي أعلن من جهته الاتحاد الدولي للسكري أن الأرقام الأخيرة الخاصة بالمصابين بالداء تتخطي الـ285 مليون نسمة، حيث يصاب شخصان بالسكري كل 10 ثواني ويموت آخر بفعل مضاعفاته كل 10 ثوان أخرى، كما يتم كل 30 ثانية بتر ساق لمصاب بالسكري بسبب مضاعفات الداء الذي بات رابع سبب رئيسي للوفاة في العالم. ولتفادي الداء عند الجزائريين أكدت الدكتورة مرابطي على ضرورة تغيير نمط العيش الحالي، موضحة أهمية ممارسة الرياضة وتأثيرها الإيجابي على صحة الشخص، علما أن الجزائري بات شحيحا في آداء الرياضة مستغنيا حتى عن المشي، حيث أصبح يعتمد في تنقلاته على السيارة بنسبة 100 بالمائة، كما يمضي يومه قبالة جهاز الكمبيوترمما يؤدي للسمنة التي تعتبر أحد العوامل المحفّزة للسكري، لتضيف محدّثتنا قائلة أن استمرار الوضع على ما عليه في نقل الصغار لمدارسهم والعودة منها بالسيارة، إلى جانب توفير الألعاب الإلكترونية التي يجلسوا أمام شاشاتها لساعات طويلة بالبيت دون ممارسة أية رياضة، وتعويدهم على الوجبات الخفيفة « بيتزا، ساندويتشات.. إلخ «، كلها عوامل تنذر بقدوم أجيال مهددة بالإصابة بوباء اسمه السكري والتعايش معه ومع مضاعفاته الخطيرة. هذا وقد أظهرت النتائج التي أسفرت عنها دراسة «داون 2» العالمية الخاصة بتأثير مرض السكري اجتماعيا على عائلات المصابين والتي شملت 17 دولة منها الجزائر، أنّ العبء الإنساني، المادّي والنّفسي لداء السكري في مختلف البلدان والثقافات يتحمّله كلّ أفراد العائلة، وليس الفرد المصاب به فقط، حيث بينت الدراسة التي شملت أكثر من 15 ألف مريض بالسكري ينتمون لـ 17 دولة في العالم منها الجزائر، أن للداء تأثيرات اجتماعية ونفسية يعاني منها المريض وتتأثر بها عائلته، ومن تلك المعاناة بينت الدراسة أن 78 بالمائة من عائلات مرضى السكري بالجزائر» 63 بالمائة عالميا» قلقون لرؤية أقاربهم يعانون من المضاعفات الخطيرة للداء مثل قرحة القدم التي عادة ما تنتهي ببتر القدم، كما بينت أن وقع الداء لا يعني المريض وحده بل تشاركه فيه عائلته بدليل أن 89 بالمائة من عائلات المرضى الذين يخضعوا للعلاج بالأنسولين «63 بالمائة عالميا « يعانون دوما من هاجس انخفاض نسبة السكري في الدم ليلا عند مرضاهم، كما أن 23 بالمائة من تلك العائلات تعاني من وطأة المتطلبات المادية للتكفل بمرضاهم، في الوقت الذي تتولى 77 بالمائة «35 بالمائة عالميا « من العائلات التكفل بتوجيه مريضهم وشرح طرق العلاج.
مايا قادري