اعتبرت عامل خطر رئيسي للسكتة القلبية والسرطان
السمنة تجتاح العالم والجزائري عرضة لها
باتت السمنة وباء عالميا يتسبب سنويا في موت قرابة 3 ملايين شخص في العالم ومن بينهم الأطفال الذين تسبب النظام الغذائي الحالي في تفاقم مشكل السمنة عندهم، حيث أكدت معطيات الخارطة الصحية لكبريات الدول أن الأكل السريع بات الوجبة الرئيسية لهؤلاء الأطفال المرشحين لأن يتعرضوا مستقبلا لعديد المشاكل الصحية ومنها داء السكري، القلب وارتفاع الضغط الشرياني .
يعرَّف الوزن الزائد والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون، من شأنه أن يلحق الضرر بصحة الشخص، وتعرف حالات السمنة تطورا وتزايدا كبيرا من يوم لآخر عبر مختلف دول العالم بدليل تسجيل أكثر من 600 شخص مصاب بالسمنة -حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2014- علما أن السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها، هذا وتعتبر زيادة نسب كتلة الجسم عاملاً رئيسياً من عوامل الخطر المؤدية للإصابة بعديد الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية التي كانت السبب الرئيسي للوفاة في عام 2012 ، تأتي في مقدمتها النوبات القلبية والسكتة الدماغية، ناهيك عن داء السكري وبعض أنواع داء السرطان مثل سرطان الرحم والمبيض، سرطان الثدي، البروستاتا، سرطان المرارة والكلى، وكذا سرطان القولون، وزيادة على تسببها في عديد الأمراض ثبت كذلك أن السمنة تقصّر من عمر الإنسان، حيث بينت دراسة علمية حديثة أن الإصابة بالسمنة تقلل من عمر المصاب بثلاث سنوات، مقارنة مع أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي، موضحة أن الوزن الزائد تصحبه العديد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية والسرطان. ولاتقائها في أوساط الجزائريين، أكد الدكتور بلعيد مختار -اختصاصي الأمراض الباطنية- على ضرورة مكافحتها في سن مبكرة خاصة وأن نسبة كبيرة من أطفال العالم يعانون حاليا منها، داعيا إلى إتباع نظام أكل صحي وممارسة الرياضي بشكل منتظم والتي قدّرها بـ 150 دقيقة للبالغين خلال أيام الأسبوع، كما استشهد محدثنا بتجربة مقاطعة « كيبك « الكندية التي قال إنها مثال يحتذى به، والتي تمثلت في منع السلطات الكندية لكل أشكال الإعلان التجاري لتسويق الوجبات السريعة ومختلف الحلويات، وهي المبادرة التي نجحت بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل انخفاض محسوس في استهلاك تلك الوجبات بنسبة 13 بالمائة لدى العائلات، أي ما يمثل إلغاء ما بين 11 و 22 مليون وجبة سريعة سنويا. علما أن ذات التجربة طبقتها فيما بعد كلا من كوريا الجنوبية وكذا انجلترا، في انتظار أن تعتمد من قبل أكبر عدد ممكن من دول العالم سعيا منها لضمان صحة جيدة لمواطنيها مستقبلا.