دمّرت زواجي لكنني نادمة
أنا سليمة، لم أتجاوز سن الواحدة والعشرين سنة، عرفت بخفة روحي التي تجعلني أقيم علاقة مع أي كان لملء الفراغ، خاصة وأنني طردت من المدرسة بعد تجربتي الفاشلة في شهادة التعليم الثانوي البكالوريا العام الماضي. قد تكون المراهقة هي التي ولدت فيها ذلك الطيش، لم تهتم العائلة لأمري، ظانة أن هاته الحالة ستزول مع تقدمي في السن. وفعلا، فقد انتهيت إلى التعقل واستقرّت علاقتي العاطفية، خاصة عندما تعرفت على «هلال»، ذلك الشاب الذي أحبني وبادلته نفس الشعور ولم تكن لي الفرصة لأتقلب بشعوري، خاصة وأنه أسرع في إتمام مراسم الخطبة والزواج.
حياتي الزوجية كانت سعيدة، لأن زوجي كان في قمة الحب والعطاء، والأمر نفسه لعائلته التي كانت تحبني وتحترمني، ورغم ذلك كنت تلك الفتاة الزائدة الدلال والتي تغضب وتثور لأتفه الأسباب وتخلق من لا شيء مشكلة، غير أن الجميع تحملها لأنها زوجة الإبن الوحيد والمحبوب لدى الجميع. توالت الأيام وأنا أبالغ في الدلال والتعجرف أمام طيبة وكرم زوجي وأهله، الذين لم يعارضوني يوما إرضاءً لابنهم الذي كان يحبني بجنون. ومازاد الطين بلة، هو حملي الذي أصبحت أتباهى به وأرقد لأجله من طلوع الشمس إلى غروبها وكانت أم زوجي من تقوم بكل الأعمال المنزلية، رغم سنّها الطاعن. أنجبت توأمين، نسيمة ونسيم، ورأى زوجي أنه من الضروري أن أغير من طباعي وأن أكون مسؤولة وناضجة أكثر، لكنني زدت تفاهة وطيشا وكنت في بعض الأحيان ألفت انتباه زوجي إلى من يعجبني من رجال الجيران. ومع الوقت بدأ حب زوجي لي يتضاءل أمام فظاعة طباعي وشناعة تصرفاتي وغروري بجمالي وصغر سني. وكنت كل مرة أهدده بالطلاق، لكنه هذه المرة قرر الانفصال عني حماية لما تبقى له من كرامة ولوالدته وحفاظا على تربية ولديه اللذين تركتهما لرعاية والديه. أما أنا فقد شتت الأسرة وفضلت التجوال في الشارع ليلا ونهارا، لم أكترث لأمر طلاقي كثيرا إذ سرعان ما بدأت في البحث عن عمل يلهيني، وبعد بحث حثيث تمكنت من الحصول على منصب عمل، سكرتيرة بإحدى الشركات العامة. هناك تعرفت على أشخاص جدد، بينهم «ناصر» ذلك الرجل الذي استهوتني أناقته وهندامه، فرحت أنسج شباكي لأملك قلبه، آملة أن يربط مصيره بمصيري ويعوضني عن تجربتي السابقة، وطلبت منه أن يخرج سر علاقتنا إلى النور فكان يرفض بشدة.
الرد:
إن الطيش ليس من مخلفات المراهقة فقط وإنما من عدم اتزان الشخصية والغرور الذي يعتريها.
أختي الفاضلة، ما عساني أقول عن تصرفات كلها طيش ولا أخلاقية، كيف لزوجك الذي أحبك ووهبك نفسه وبيته ولم تحترميه أن يعاود النظر إليك، كيف لأبنين صغيرين تركتهما وهما في أمس الحاجة إلى حليبك وحنوّك أن يحباك كأم، وكيف ألف كيف، لا أدري، حاولي، فربما قد يفتح لك الله باب المغفرة والرحمة.