افكر في التخلي عن اسرتي من اجل رجل
سيدتي صفاء، أبلغ من العمر 22 سنة، أنهيت دراستي الجامعية هذه السنة وجدت عملا في مؤسسة عمومية بأجر جيد جدا. تقدم لخطبتي أحد أقاربي فاشترطت عليه أن أعمل بعد الزواج، لكنه رفض، فشرحت له أنني المسؤولة عن إعالة عائلتي بعد وفاة أبي ولا أستطيع التخلي عن عملي، فقال لي إنه سيهتم ويتكفل بهم، لكنني لم أرضَ بذلك لإخوتي الذين قد يتركون دراستهم رغم تفوقهم من أجل إعالة أنفسهم. تقدم لي بعد ذلك شاب يكبرني قليلا، فوضحت له سبب تمسّكي بعملي فأجابني أنه منذ البداية كان يبحث عن فتاة عاملة وأنه لا ينوي بتاتا أن يقف حائلا بيني وبين عملي، فرحت كثيرا وتفاءلت وقبلت به دون أدنى تفكير. بعد فترة وجيزة أخبرته بأنني سأنفق كامل راتبي على أمي وإخوتي، فاستنكر ذلك وقال لي بالحرف الواحد: ماذا سيبقى لك بعد ذلك؟ فشرحت له أنها بضع سنوات فقط إلا أن ينهي إخوتي دراستهم ويجدون عملا، لكنه رفضني لأنه كان يحتاج راتبي من أجل مساعدته في تأثيث البيت والمصروف... فانفصلنا.
بعدها تقدم لي أحد معارف العائلة، كان شخصا محترما جدا وله منصب مرموق، لكن نفس المشكل تكرر معي مرة أخرى، فبقيت أتساءل: هل يتزوج الرجل المرأة العاملة من أجل راتبها فقط؟ وأنا مؤمنة أن هذه الحال ستجعلني عانسا، فما الحل ياترى، هل عليّ أن أتخلى عن أسرتي من أجل أن أتزوج؟
نسيمة من بئر خادم
الرد:
عزيزتي نسيمة، إن إصرارك على العمل من أجل إعالة عائلتك موقف نبيل جدا وصراحتك لكل من تقدم لخطبتك بالأمر موقف أنبل واحمدي الله أن الخطاب صارحوك أيضا بمواقفهم قبل أن تقع الفأس بالرأس وتتزوجي منهم. أما بالنسبة لسؤالك الأول، فليس كل رجل يتزوج المرأة العاملة من أجل راتبها فقط، لكن معظم الرجال أصيبوا بهذا المرض، نظرا للظروف المادية القاسية التي يعيشونها فقلة من الرجال هم من يختارون الفتاة من أجل خلقها ودينها وقلة هنّ الفتيات اللواتي لا يخترن الرجال من أجل المال. هذه هي الحياة الجديدة للجيل الجديد يا ابنتي.
لكنني أنصحك أن تظلي مصرة على مبدئك القاضي بإعالة أسرتك التي ليس لديها أحد غيرك وسيكافئك الله بزوج حنون ومقدر بإذنه. أعلميني بكل جديد يخصك.