بكل صراحة
معانــــاة زوجــــة ثانيــــة
أختي صفاء؛
أنا زوجةٌ ثانيةٌ، أعيشُ مع زوجي حياةً خاليةً مِن المشاعر والعواطِف، حتى كاد يُطلقني بسبب عدم الإنجاب!
يجمعني قسرًا مع زوجته الأولى، فاعترضتُ على ذلك، فأخْبَرَني أن هذه طريقة حياته ولن يُغَيِّرها!
هو عنيدٌ جدّا، ويتَّهمني دومًا أني أفرِّق بينه وبين زوجته الأُولى، مع أنه لم يخطرْ ببالي شيءٌ مِن هذا!
أراه يتعامَل مع زوجته الأولى معاملة أفضل مني، ويخرج معها ولا يُعيرني اهتمامًا، حتى طلباتي لا يُلبيها لي، ويُلبِّي لها كل مُتطلباتها!
طلَّقني طلْقَة بسبب المشكلات التي حدثتْ بيننا، حتى لما أنجبتُ لم يهتمَّ بطفلتي، أُحاول أن أتزيَّنَ له في البيت باللبس، لكنه يرى أن هذا خطأ ولا ينفع لُبسه في البيت، ويتهمني بأنَّ بناتي سيكنّ كذلك وسيتعودن على اللبس العاري فما الحل؟!
سماح من الشلف
الجواب
اختي الكريمة؛
لعلَّ الزوجةَ الثانية تسلب الرجل قلبَه على غير إرادةٍ منها في كثيرٍ مِن الأحيان؛ لصِغَر سنِّها، أو لجمالها، أو اهتمامها بزوجها، أو غيرها مِن الأمور التي قد لا تُتاح للأولى، لكن هذا لا يمنع وجود حالات كثيرة تُظلم فيها، وتتعرض لأحكامٍ مُسبقة عليها؛ بسبب اعتقاد راسخٍ واتهامات باطلةٍ بأنها ما جاءتْ إلا لتَقلب البيتَ، وتهز كيانه وتُسيطر على الرجل، وتسلب الزوجة الأولى سعادتها وهناءها، وتُقاسمها رزقها، وحينها تتعرَّض لأنواع القهر، وتُقاسي أشكال الظلم، وتُكابد مرارة التحيُّز التي لا تزيدها إلا حَسْرةً وألمًا!
• حاولي التركيزَ على إيجابيَّات زوجكِ، وأعْلِني ذلك أمامه، وفَكِّري فيه مع نفسكِ؛ فمتى حصرت المرأةُ تفكيرها على سلبيات الزوج، وأكثرتْ مِن التفكير بها حالتْ دون استشعار أي مودة أو رحمة، وأطاحتْ بكلِّ جميل فعل أو قول يصدر مِن الزوج، ومتى صمتتْ عن كلِّ معروف يفعله معها، أو تحدثتْ معه في جوانب تقصيره فقط، حال ذلك دون رضاه عنها، وصدَّه عن فِعْل الخير أو إحسان الظن بها.
• احتَسبي ما يفعل معكِ عند ربِّ الأرض والسموات، فهو الشاهدُ على ما يفعل وهو العالمُ بما يقترف، ولن تعدمي حقكِ في الآخرة إن عدمتِه في الدنيا، وتذكَّري أنَّ صبرنا على أهلنا وأقاربنا واحتمال بعض الأذى منهم له جزيل الثواب وبالغ الأجر، فلا تُكَرِّري عليه مِن ذلك ما يزيده يقينًا بما لديه مِن اعتقاد مُسبقٍ.
• اعملي على ربطِه بالطفل دون إشعاره بإثقالٍ، وإن كان يتقن الكلام فاجعليه يطلب بنفسه ما يريد، ويتودَّد إليه ببراءته وجماله؛ فعاطفةُ الأبوَّة لن تلبثَ أن تستجيبَ، وقلب الأب لا يمكث قليلًا إلا ويرقّ له، وإن أردتِ الحديثَ حول طلب للصغير أو حاجة، فليسبق ذلك ثناء عليه، ودعاء له بالبركة، واعتراف بالجميل.
• الحياةُ عمومًا والزوجية خصوصًا، مليئةٌ بالمنغِّصات، والكثير منها لا يُحلُّ إلا بمحاولة التعايُش معه والصبر عليه، ولْتَبْحثي عن صداقاتٍ تنفِّس عنكِ بعض همومكِ، وتقضي على حزنكِ، لكن احذري أن تذْكُري حالكِ مع زوجكِ، أو تُطلعي عليه الغير، فذلك مفتاحُ هدم البيوت، وأولى خطوات خرابها، لكن اقتصار الشعور بالسعادة أو الراحة على الزوج أو غيره لا يُمكننا مِن النظر إلى جوانبَ أخرى طيبةٍ في الحياة، ويحول دون الاستمتاع بما يستحق ذلك فيها.