بكل صراحة
أصبحت أبا ومتخوف جـدا من الحياة الجديـــدة
سيدتي صفاء..أنا رجل متزوج منذ سنة، رزَقني الله بمولودي الأول قبل أسبوعين وأنا لم أتعد بعد سن الخامسة والثلاثين من عمري، وأضيف إلى قلبي الكثير مِن البهجة والفرحة.
في بداية الزواج واجهَتْني عقباتٌ كثيرةٌ مُتعلِّقة بالحياة الزوجية كمسألة الاندماج، وصمت الزوجة والحياة الجديدة، ولكن بفضل الله وبفضل قراءة الكثير مِن الاستشارات كان لديَّ وعيٌ بالمُتغيرات الحاصلة بحداثة العهد بالزواج وفترة الوحم والحمل، ومرت الأمورُ بسلام.
لكنني اليوم أعيش حياة جديدة أخرى جعلتني أتساءل: بعد قُدوم المولود ما أكبر التحديات التي ستواجهنا كزوجين؟ وما أغلب الأخطاء التي يقَع فيها حديثو الزواج الذين يُرزَقون بمولودهم الأول لكي نتفاداها؟
أنا أسأل عن الشرِّ مخافةَ أن نقعَ فيه، وهل الزوجة بعد أن تُصبحَ أمًّا هل ما تزال بحاجةٍ إلى الرومانسية والاهتمام والصبر كأيامها الأولى؟ أو أنَّ طبيعة المرحلة تحتم علينا أمورًا وواجبات أخرى؟ وما أبرز حقوق الطفل الصغير عليَّ إلى أن يكبرَ
أفيدوني بتجاربكم و نصائحكم حتى أستفيد منها في حياتي الجديدة هاته .
أمير من وهران
الرد:
أخي أمير أهنئك على هذا المولود الجديد و هاته الحياة الجديدة التي لا نرى فيها غير الخير لك و لعائلتك .
أسعدنا سؤالك وحرصك على التفقُّه في طبيعة المرحلة القادمة، ولا نحب أن نتوقع منها (شرًّا)، بل هي خيرٌ كبيرٌ، ذلك أن المولود حياة البيت وضوئه الذي يستضيء به الوالدان، وهو رابطةٌ قويةٌ لتعميق الحياة الزوجية.
أما بخصوص واجبات الأب، فيُمكن تلخيصها فيما يلي:
• الاهتمام بصحة الأم ومراقبتها لحين الوضع؛ لأنَّ هذا يُؤثِّر في صحة الجنين ونفسيته.
• العناية باستقبال المولود واختيار اسم حسن له.
• رعايته والاهتمام بصحته الجسدية والنفسية حتى يكبر.
أما ما يتعلق بالخطوات العملية للتعامُل مع المرحلة القادمة، فيُمكن عمل التالي:
• الاستعداد المادي، وترتيب الناحية المالية، وذلك بوضع صندوق للادخار لهذا الغرض.
• مراعاة الناحية النفسية للأمِّ بعد الوضع، وابتعادها عنك في الفراش خلال فترة النفاس، وهذا يتطلب منك مَزيدًا مِن الدعم النفسي والاقتراب منها، والاهتمام بها.
• إشعار الأم بعنايتك بها ولو بأمورٍ بسيطةٍ كأن تعطيها كوبًا مِن الماء، أو تُجهز لها كوبًا من الشاي.
• تعلم الأمور البسيطة التي تتعلق بالعناية بالطفل كتغيير (الحفاضة)، وإعداد زجاجة الحليب، وإن كانتْ هذه الأمور من اختصاص الزوجة أصالة، إلا أنك قد تحتاج إليها أحيانًا مِن باب المساعدة.
• التعويض عن فترة الابتعاد عن الزوجة خلال فترة النفاس بهديةٍ، أو بخروج، أو رحلة لتغيير الجو.
• عدم استئثار الزوج باختيار اسم المولود، وإنما بالتشاوُر مع الزوجة.
• التكيُّف مع البيئة الجديدة الصاخبة التي تمتاز بصراخ الأطفال والإزعاج أحيانًا وقت الراحة والنوم.
• مراعاة الناحية العاطفية وتقلبها عند الزوجة خلال هذه الفترات المتعاقبة.
.نتمنى لك السعادة و النجاح والتواصل دائما معنا