ازابال ابرهارد _ موت شوسيانا _
ـ يا إلاهي أنتما تقولان أشياء غير دقيقة فمنذ يومين كنتما تقولان لي أننا في اليوم السابع اه أعطوني الجرائد ولا تفوتاني علي فرصة إجراء الإمتحان .....
وفي اللحظات التي كانت فيها هادئة أخذت يد ( فلسوف ) وخاطبته بتوسل وبنظرة حزينة جدا: (فلسوف) صديقي العزيز قل لي بصدق أنت تعرف أنني لا أعيش طويلا....أرجوك لا تفوت علي هذه الفرصة ..؟إ اخبرني عشية الامتحان وأعدك انني سأقوم على رجلاي ..
إن إرادة الأستمرارية في إنجاز عملها كانت قوية جدا لديها حتى وإن كان وهما تبعا لصحتها المتردية ومع ذلك تبقى مسرة وقوية....ومع ذلك تبقى أيضا هذه اللحظات المطبوعة بالهدؤ بمثابة السكرات التي تسبق الموت...لتعود ثانية الى الهذيان؟إ ففي هذه اللحظات تخشى الوحدة كأي كائن ينفث آخر نفس له إنها ترغب أن تبقى دائما يقظة وكأنها ترى بالفعل شبحا وحظورنا يمنعه من الوصول اليه .....
وفي هذه اللحظات تتوهم أنها في حجرة الإمتحان، وفي صمت الليالي التي كلها ضجر ولا تتوقف على ترديد نظريات محاولة شرحها و تفسيرها واستخراجها بألم الواحدة تلوى الأخرى في هالة كبيرة من الفكر ومع كامل الحضور لذهنها ...
شيء يدعو الى الغرابة حيث ولا لحظة ضاعت منها الا وكانت منطوية على الحاحها لمواصلة العلاج الذي ظلت متشبثة به الى آخر لحظة و في اليوم الأخير الذي سبق خروج روحها كانت صامتة و هادئة و نظراتها بكماء ومختلفة كأنها تطفو من بعيد ...ولا تسطيع تحديد ملامحنا وهذا على الرغم من التحديق فينا فمثلها كمثل الذي ينظر الى أجسادنا من الأقاصي البعيدة ....جسدها الهزيل و الواهن ...
.ووجهها صار مثل الزاوية الحادة يظهر بالكاد من تحت ستار أبيض على سرير قديم مزدوج و رأسها على وسادة لينة كلها كأبة وعديمة الإحساس ....
* قالت ادواروانا لنا :
ـ لا تتركانها لوحدها فقد قربت نهايتها ؟.
وفعلا بقيت أنا و( فلسوف) الى جانبها في صمت رهيب مثل الذي يسهر مع الموتى ... كان يوما طويلا من الإنتظار للحصول على شيء مرغوب فيه، ولكنه عنيد ؟إ
منذ عدة أيام( شوشانة ) لم تعد تكلمنا عن إمتحاناتها و لا بموعد تاريخ اجرائها وحينها كنا مرتاحين لهذا النسيان و في حدود الخامسة مساءا و في الحيز الزمني للغسق الخريفي البارد المخيم على الغرفة حينها ( شوشينا ) نطقت بهذه الكلمات ففي البدء كان همسا متقاطعا ثم تماسكت و تكلمت بوضوح
يتبع ...