الحلقة 19 _ازابال ابرهاردت باتجاه الجزائر _
ثم في الجزء، المشهد السفلي الرمادي والفضي، وبهذا التمظهر الرمادي، لممرات نباتات وقبة مذهبة للكاتدرائية تضيف لها لمسة مزخرفة بارزة و شفافة باللون الرمادي في قمتها كأنها محلقة فوق الغيوم و الدخان و لمعان القبة المذهب يضيء البتول العذراء. .
تدريجيا نستدير بإتجاه اليسار , ومنه مرسيليا تتلون بالون الذهبي الموحد و المدهش ,, مرسيليا موطن المغادرين و المودعين و موطن الحنين فهي لا تقارن اليوم ,, غارقة في محيط من الضوء و في هالته منصهرة كل الإنصهار . بعد ساعة سنتجاوز الصخور الطباشيرية البيضاء المطبوعة بالزرقة الشاحبة و المصارعة على الدوام للموجات .الآتية من أعالي البحر لتنهار في أفقها و يختفي كل شيء .و أبقى دائما ملتسقة بحاجز المقطع , أحلم مستقلة في حزن ’ لا يسبر غوره غدي المجهول ,, و حصيلة هي الأخرى غير معروفة و أشياء غيرها محددة زمن الوقوع. , تديره و توجهه و هي دائما سريعة الزوال .
و أيضا مثل بعض الارواح لا تتعلق بالأرض الا بعد خوض تجربة المنفى ؟ و هذا الحنين بالنسبة لها هو فجر الحب الدائم للمكان من الصعب مغادرته , حب عميق أقل أمل فيه هو العودة ,,أحس أنني بدأت أحب هذه المدينة و موانئها خاصة ومظهرها كما بدا لي في هذا النهار ،،، تظهر بين الرؤى دائما غالية و المطاردة لأحلامي الهائمة في الوحدة .
إنخفض النسيم , و صمت رهيب كان له وقعه على البحر في حين أن في الأفق الغربي الجميع هناك ملاح يتفتقر للدقة لاتمام الانجاز التلف الوهمي في أماسي الشمس الصيفية و في الابخرة الرمادية الارجوانية ومنه صار لون البحر بنفسجي بعد لحظات قليلة من التوهج المحتشمة الليل يسدل ستاره سريعا غارقا بعذوبته نزلت لعمل لا مفر منه لإعداد المائدة .. وكان كل من حول الطاولات و على الأرائك المتحركة في القاعة و لا واحد منهم لبق أو عيناه مشحونة بطاقة العطف و الأريحية ,انه وسط تافه من الموظفين الماديين تغزوه سفسطة بدون معنى . الى الحد الذي شعرت فيه بالوحدة و الغربة بين هؤلاء الناس لتجاهلهم لي , لا أعرف لماذا؟ و بدون شك أنهم يشعرون و يفكرون بطريقة مختلفة.
عني و على أية حال عمامتي الاسلامية و هيأتي ايضا كانتا أيضا عائقا في التقبل من مجتمعهم فقد كانوا ينظرون الي و كأنني بهيمة غريبة الأطوار .
و سريعا صعدت على ظهر المركب و إتجهت الى الألمام حيث بدأ هبوب النسيم المنعش الذي عم كل المسافرين و الآن يمكنني الاستلقاء على مقعدي.
على الدوام في هذه الساعات المنعشة و الساكنة من الليالي الصيفية في عرض البحر أشعر باحساس استثنائي من الرفاهية و الهدؤ فابقى مستلقية على ظهر المركب و هو يتأرجح و أنا منتبهة للفانوسين للمركب في الأعلى ,, الانهيار اللا متناهي للنجوم ,, أحس بالوحدة و الحرية و بعيدة عن العالم و انا سعيدة بذلك . و أغفو بسلام .
حوالي الساعة الثانية و النصف صباحا , تململ المركب يمينا و يسارا ,,, مع سرعة قوة حركيته , فيوقظني من نومي , حينها أنهض و باتجاه اليمين في الظلام الدامس أرى ضياء الفجر : انها منارات البليراس , و هنا منارة الدورية لماريوكا .. نمر عرضيا بين الجزر و البحر الهائج .
أشعر متأملا هذه الأضواء الاستدلالية لاراضي التي من المحتمل غير معروفة , هو انطباع استثنائي لموجة من الغموض ثم ببطء شديد اعود الى النوم.
يتبع ...