مصالي الحاج بين التاريخ والروايات المختلفة
يجب أن نتحلى بالإرادة ونضع الشروط والآليات للنهوض بالأمة لتعزيز مكانتها بين الأمم، ومد الأجيال بالتاريخ والاعتماد على المحطات الهامة من تاريخنا لنستخلص منها العبر ونعيش في ظروف أحسن.
هناك عوامل أبرزتها الأحداث التي كانت بالأمس محل اختلاف وها هي اليوم لا تزال حديث الساعة في مجال كتابة التاريخ، إن عملية كتابة التاريخ ظاهرة صحية لاستدراك الهفوات لإبراز جوانب كثيرة من التاريخ والتي لا تزال في دائرة النسيان، وهي عملية حضارية تلجأ إليها معظم الدول في العالم كون أن التاريخ يعتبر هوية الشعوب، نحن بحاجة لسياسة تستجيب لرهانات الساعة لأن هناك عدة أسئلة لا تزال عالقة كونها مرتبطة باهتمام وانشغال المواطن بالقضية التاريخية، كموقف مصالي الحاج من الثورة الذي أسال الكثير من الحبر والذي لا يزال محل جدال بين مختلف الروايات، ففي خضم الجدال القائم حول موقف مصالي الحاج من الثورة، نقف عند الرسالة التي بعثها إلى الأمين العام للجامعة العربية السيد «عبد الخالق حسونة» بتاريخ 25 نوفمبر 1954، فهي جديرة بالاهتمام وتساعد المهتمين بهذه القضية بشكل كبير، إذ يقول في مطلعها: «يسرني، أنا الحاج أحمد مصالي رئيس الحركة القومية الجزائرية، بأن أبادل سعادة الأستاذ الكبير عبد الخالق حسونة، بصفته أمينا عاما لجامعة الدول العربية وحضرة السادة معاونيه الأمناء المساعدين التحية العربية الإسلامية، ويهمني أن أنهي لحضرتكم ولكل من يقف على هذا التوكيل بأنني قد فوضت ووكلت نيابة عني وعن الحركة الوطنية الجزائرية التي أتشرف برئاستها، الأستاد أحمد مزغنة، أمين الحركة والمشرف على شؤونها الخارجية، وذلك للسفر إلى الشرق للاتصال بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية وسائر القائمين على شؤون الشرق العربي الإسلامي الأسيوي من حكوميين وشعبيين ليشرح لحضراتكم مختلف أوجه القضية الجزائرية، وما تتطلبه، وخاصة مند اندلاع ثورتنا المباركة، وتجري صلاحية هذا التوكيل وهذا التفويض منا للأخ أحمد مزغنة على كل ما يقوم به من بحث شؤون وفدنا في مصر ومراقبة أعماله وتنظيم تكوينه، وإعادة تأسيسه بما اتفقت عليه كلمتنا واقتضته رغبة الأحرار والمجاهدين، ولهذا فنحن نرجو من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومن كل من يصله هذا التوكيل من أعضاء وفدنا في مصر، أن يتعاملوا بمقتضاه مع الأستاذ أحمد مزغنة، وأن يتعاونوا معه ويسهلوا له مهمته التي هي مهمة الأحرار والمجاهدين الجزائريين، كما نرجو من الأمانة العامة أن تتكرم بأنن تبعث من هذا التوكيل نسخا إلى سائر وزراء خارجية الدول العربية وإلى تمثيلية كل الدول الإسلامية».
مساهمة ياسين بن جيلالي