شارك في عدة عمليات إجرامية طيلة 15 سنة وأدين بالمؤبد
محاكمة إرهابي هرب من سجن «لومباز» عقب عملية التمرد في 1994
كان ينشط بالمناطق الوسطى وأُلقي عليه القبض مسلّحا بمنطقة الأربعاء
برمجت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء العاصمة خلال دورتها الجنائية المقبلة التي ستنطلق شهر ديسمبر المقبل، ملف الارهابي «ز،كمال» المكنى «اسحاقو» المتابع بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة وحيازة أسلحة ممنوعة وذخائر ومتفجرات دون رخصة من السلطات المختصة وجرم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، ويعد المعني من بين السجناء الذين فروا من سجن «لومباز» بباتنة سنة 1994 عقب عملية التمرد والهجوم الإرهابي الذي طاله على يد جماعة عبد الرزاق البارا وتهريب 1200 سجين، ليلتحق مجددا بالعمل المسلح طيلة 15 سنة قبل توقيفه، وسبقت إدانته من قبل محكمة الجنايات الابتدائية نهاية شهر ديسمبر 2018 بعقوبة السجن المؤبد.
لمتهم «ز، كمال» كان ينشط ضمن جماعة إرهابية بمنطقة الوسط منضوية تحت لواء «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، وشارك في عدة عمليات دموية مست عددا كبيرا من أفراد الجيش الوطني الشعبي وبعض المدنيين، كما قام رفقة جماعته بعمليات سطو على عدة محلات تجارية بمنطقة الشراربة والكاليتوس ومفتاح بغرض تمويل الجماعات الإرهابية، ووفق ما ذكر في ملف القضية المتابع بها رفقة 5 متهمين آخرين تمت محاكمتهم سنة 2013 وفصل ملف الإرهابي «ز،كمال» الذي مثل يومها كشاهد في القضية، فإن وقائعها تعود إلى تاريخ 12 جانفي 2009 عندما بلغت مصالح الأمن معلومات حول عمليات سطو طالت عددا من المحلات التجارية بضواحي الكاليتوس ومفتاح. وفي إطار التحريات، تم توقيف الإرهابي «ز، كمال» رفقة المدعو «ب، إبراهيم» المكنى «جعفر أبو الفضيل» بمدينة الأربعاء بعد خروجهما من إحدى الصيدليات، حيث ضبط بحوزة كل منهما سلاح من نوع كلاشنيكوف، مجهزين بمخزنين و80 طلقة نارية وقنبلة يدوية. ومن خلال التحريات التي قامت بها الضبطية القضائية، تبين أنهما ينتميان لجماعة إرهابية ناشطة بالوسط منضوية تحت لواء «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وبناء على تصريحات الإرهابيين الموقوفين، تم التوصل إلى خمسة أشخاص كانوا يشكلون عناصر دعم وإسناد للجماعة الإرهابية التي أوكلت لهم مهمة تزويدها بما تحتاج إليه من أموال ومؤونة، وتمكنت مصالح الأمن من توقيفهم بعد تحديد هويتهم. وخلال تصريحات المتهمين الرئيسيين، فقد تمكن المعنيون كذلك من تدمير أربعة مخابئ تابعة للجماعة الإرهابية بقورصو وبوزقزة ببومرداس، وتدمير ورشة لصناعة القنابل اليدوية بمنطقة الزيتونة بالولاية ذاتها، واسترجاع كمية هائلة من الذخيرة والأسلحة الرشاشة، إضافة إلى قنبلة يدوية وصاروخ يدوي.
ووفق ما جاء في ملف القضية، فإن الجماعة الإرهابية قامت بعمليات سطو على عدة محلات تجارية بمنطقة الشراربة والكاليتوس ومفتاح قصد تمويل الجماعات الإرهابية. وخلال التحقيق مع المتهمين، اعترف المدعو «ز، كمال» المكنى «اسحاقو» بأنه حضر عملية التمرد التي وقعت في سجن «لومباز» بباتنة سنة 1994 أين كان موقوفا، عقب شن جماعة الإرهابي «عمار صايفي» المعروف بـ «عبد الرزاق البارا» هجوما مسلحا على السجن بمساعدة بعض حراسه وتهريب 1200 نزيل والاستيلاء على الأسلحة الموجودة بالسجن، وتم توزيع هؤلاء المساجين بعد عملية تهريبهم إلى مناطق مختلفة في الجبال، ثم قسموا إلى خمس مجموعات والتمركز بجبال «أوستيلي» تجنبا لضربات قوات الجيش، وفيما بعد تحويلهم لمناطق نشأتهم. وكان المتهم «ز، كمال» من بين السجناء الفارين، وعاد إلى النشاط الإرهابي بجبال بوزقزة ومناطق أخرى، وشارك في عدة عمليات إرهابية استهدفت أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين تم اغتيالهم والاستيلاء على أسلحتهم، كما شارك في الكمين الذي استهدف عناصر الجيش الوطني الشعبي بـ «جبال ساكامودي» في تابلاط خلال سنة 1997 . وهي الوقائع التي أنكرها المتهم خلال جلسة محاكمته السابقة بالمحكمة الابتدائية، مشيرا إلى أنه كان ملتحيا وأنه انخرط في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ وتم اعتقاله سنة 1992 بمسجد بالعاصمة وهو في سن الـ 24 وتم تحويله إلى سجن رقان بالجنوب، وبعد سنة أطلق سراحه في جوان 1993، وأثناء عودته إلى العاصمة ألقي عليه القبض مجددا في حاجز أمني بباب الزوار تنفيذا لأمر التوقيف الصادر ضده عقب بلاغ تقدم به أهله على أنه مفقود، وتمت محاكمته بعدها في محكمة خاصة بعدما نسب إليه أنه كان بمعاقل الإرهاب، وحوّل إلى سجن سركاجي ثم إلى سجن لومباز بباتنة لقضاء عقوبته، وخلال سنة 1994 وقع تمرد بالسجن وتم تهريبه رفقة باقي المساجين بمساعدة حراس السجن، وتم نقلهم إلى معاقل الجماعات الإرهابية وبقي هناك إلى غاية توقيفه سنة 2009، دون أن يشارك في أي عملية إرهابية، لأنه كان يعاني من عجز بسبب كسر في الحوض بعد تعرضه لحادث مرور خطير سنة 1992، ولأنه لا يستطيع المشي بقي بالعيادة الطبية بالمعاقل، ويوم توقيفه قصد الصيدلية بمنطقة الأربعاء من أجل اقتناء دوائه وليس بغرض السطو عليها، كما نفى حيازة سلاح رشاش وقنبلة يدوية كما ذكر في الملف القضائي .
حياة سعيدي