طالبوا بالتغيير الجذري
آلاف المواطنين يشاركون في مسيرة الإصرار بتيزي وزو
واصل مواطنو ولاية تيزي وزو، تجندهم من أجل المطالبة بالتغيير الجذري، حيث خرج آلاف في مسيرة سلمية حاشدة بوسط عاصمة الولاية في الجمعة الثامنة لمسيرات الحراك الشعبي في 22 فيفري المنصرم.
تحولت جامعة "حسناوة" بمدينة تيزي وزو منذ صبيحة أمس، إلى نقطة تلاقٍ للمئات من المواطنين الذين توافدوا من الجهات الأربع للولاية قصد المشاركة في مسيرة "الإصرار"، وهو العدد الذي تضاعف مع مرور الوقت وخاصة بعد صلاة الجمعة، أين اكتظت الشوارع الرئيسية المؤدية نحو الجامعة بالمواطنين من جميع الأطياف، حيث انطلقت المسيرة مباشرة بعد انطلاقتها في حدود الساعة الثانية زوالا من أمام المدخل الرئيسي لجامعة مولود معمري باتجاه ساحة الزيتونة بمحاذاة المقر القديم للمحطة البرية بعدما جابت مختلف شوارع المدينة. عدة شعارات ترجمت في مضمونها إرادة الشعب في تمسك بمطالبهم التي رفعوها منذ أول مسيرة سلمية التي تزامنت مع تاريخ 22 فيفري الماضي، رافضين من خلالها كل مقترحات الحكومة الحالية، على غرار "نعم لرحيل الباءات الثلاثة"، "بن صالح ارحل"، "البلاد بلادنا وانديروا راينا". وغيرها من اللافتات التي أراد من خلالها المتظاهرون تكريس مطلب بناء الجمهورية الثانية غنية بتنوعها العرقي والثقافي بدليل أن رايات الهوية الأمازيغية كانت بقوة إلى جانب العلم الوطني طيلة المسيرة في رسالة واضحة مفادها تأسيس لدولة واحدة وموحدة. من جهة أخرى وما ميز مسيرة الجمعة الثامنة على التوالي من الحراك يكمن في مواصلة مواطني الولاية تجندهم بدليل زيادة أعدادهم سواء على مستوى عاصمة الولاية أو حتى في بعض مدنها على غرار بلديتي أزفون وتيزي غنيف التي خرج الآلاف من مواطنيها في مسيرات سلمية مواكبة للحراك الرافض للنظام. كما لم يقتصر الحضور فقط على مختلف شرائح المجتمع، وإنما أيضا كان للمنتخبين المحليين من حزبي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية، مشاركة قوية سواء تعلق الأمر بالمنتخبين المحليين أو حتى البرلمانيين الذين أبدوا مساندتهم المطلقة للحراك والمسيرة التي ميزها التنظيم المحكم بعدما التزم المتظاهرون بقواعدها ولم تخرج عن نطاقها السلمي إلى غاية أن افترقت الحشود في صمت وفي أجواء طغى عليها حلم بناء جمهورية ثانية وأمل التأسيس لجزائر جديدة.