اعتراف الأسبوع
هل سأجد حلا لمشكلة زوجي وحيد أمه
زوجي وحيد لأمِّه، وهذ أثَّر كثيرًا عليَّ وعلى حياتي؛ فبسبب ذلك محا كلَّ حقوقي وخصوصياتي، والمشكلةُ أنَّ أمَّه سليطة اللسان جدًّا، وتنشر مشكلاتنا بين الناس. إذا تأخَّر زوجي خارج البيت أجدها تُعامله كزوجٍ، وفي البيت تُعامله كابنٍ، وتفرض سيطرتها عليه وعليَّ! فلا تتركنا نذهب إلى أيِّ مكان إلا وهي معنا؛ تذهب معي للمطعم، والمستشفى، والسوق، حتى إلى بيت أهلي يُوَصِّلني زوجي بالسيارة وهي معه.
المشكلةُ أني أغضب وأتحرَّج كونها تُصَمِّم على الذهاب معي إلى أماكن مثل المستشفى، فأنا أتحرَّج جدًّا أن تأتيَ معي، كذلك أحيانًا تفتعل مشكلات وتتهمني بأني السبب، وتبدأ في سبي! وصل الحال إلى أنَّ الطعام والشراب يُوضَع وقت حاجتها هي، بل كلُّ ما يُقَدَّم لها مِن يدي فهو قبيحٌ. أما زوجي فيتهمني بالغرور، وأني لا أريد أن أعيشَ في مستواه؛ وللعلم فمُستواه الماديُّ والعلمي أقل مني كثيرًا، ودومًا يُشير إلى هذه النقطة، ويُلَمِّح لها في كلِّ كلامِه، رغم أنني لا أتطرق لهذه النقطة مِن قريب ولا مِن بعيدٍ. أنا مُوَظَّفَةٌ، وكثيرًا ما يحرمني مِن مَصْروف البيت، ومساعدةً مني أقوم بالإنفاق، وأحيانًا أُنْفِق مِن مالي لأهدي أقاربه وأمه، ولا أضغط عليه، ولا أخبره بمِثْل هذا، ولا أُقَصِّر معه في شيء يطلُبُه مني. وصَل به الحال إلى أنه ضيَّق عليَّ وعلى زياراتي لأهلي وزيارتهم لي، ويقول: لا تتركي أمي في البيت وحدها، بالرغم مِن أنها تخرج يوميًّا وتتركني في البيت. قدَّر الله أنْ أحصل على بَعثة دراسية في الخارج، وفرح فرحًا شديدًا؛ لأنه يريد أن يكملَ دراسته معي في الخارج، لكن لا بد مِن أخْذِ أمِّه معه، وبالفعل تَمَّ السفرُ، وأنفقتُ مبالغ كبيرة جدًّا، وبالرغم مِن ذلك فعند أول خلاف بيننا سبَّتني وشتمتني وضربتني، وزوجي يعلم أنها هي المخطئة، لكنه لم يتكلَّمْ أمامها بكلمةٍ. لم يستقر الحالُ بيننا كثيرًا، وسافَرَتْ إلى بلدِها، وبسبب ذلك حصلتْ مشكلات بيني وبين زوجي، وهو يعلم أني لم أخطئ في حقها، وعُدْنا لنرضيها لكنها زادتْ في العناد، وعطلتْ سفَرنا. أخبرتُه بأني أريد أن أحصلَ على الدكتوراه بيُسْرٍ وسُهولة، وأريدُه أن يكمل دراسته، ووجودُ أمِّه في حياتنا يُعَطِّلنا، وطالَبْتُه بألا يخبرها أو يطلب منها السفر معنا. استشاط غضبا، وأخَذ يُرَدِّد عبارات مِن مثل: لا تتدخَّلي في حياتي، أنا رجلٌ وأعرف كيف أتصرف، لا تُملي عليَّ ما أفعل. وحصلتْ مشكلات بيننا كبيرة جدًّا، صممتُ فيها على رأيي، وهدَّدني هو بالزواج عليَّ وبالطلاق أحيانًا، وأخبرني بأنه يريد زوجةً تُطيعه بدون تفكيرٍ ولا نقاشٍ! طلبتُ الطلاقَ، فرفض، وأخبرني أني لو صممتُ على الطلاق فسيمنع الأولاد مِن السفر. طلبتُ منه أن نعيشَ في سلام، وأن أعيشَ وحدي بعيدًا عن أمِّه، وهذا مِن حقي والا فإنني سأتطلق لا محالة.
نادية من الحراش
الرد:
أختي نادية، أشكرك لأنك وضعت كامل ثقتك في صفحتنا زوجك هو الابن الوحيد لوالديه، والوحيدُ مُدَلَّلٌ غالبًا، يتربَّى على الأخْذِ، وعدم تحمُّل المسؤولية، اعتاد على ألَّا يُرَدَّ له طلبٌ، يعتقد أن كلَّ شيء مِن حقِّه، وقد كبر وتزوج وما زال يحمل هذا الاعتقاد. فهو يجهل الفرق بين حق الأم وحق الزوجة، ولكلتيهما حقوقٌ يجب القيام بها، ومِن واجب الزوج شرعًا الإنفاقُ على زوجته، وهو مِن كمال الرجولة، وليس مِن واجب الزوجة شرعًا الإنفاقُ على زوجِها، إلَّا أن تفعلَ راغبةً في ذلك غير مجبَرَةٍ. وليس مِن واجب الزوجة خدمةُ أم الزوج، إلَّا إن فعلتْ مِن تِلْقاء نفسها، رغبةً في الأجر والثواب الجزيل. تستطيع الزوجةُ الحكيمةُ جَذْبَ زوجِها إليها بأخلاقها، وعدم استفزازه بالكلام، والتعالي عليه بالعلم والمعرفة، ولو كانت تملك ما تملك مِن العلوم والمعارف. لقد قَبِلَ زوجُك مشاركتك الطموح، وقَبِل السفر معك لتكملي تعليمك، ويكمل تعليمه، لكنه في المقابل لم يستطع التخلي عن والدته، وهي في المقابل لم تستطع الابتعاد عن ابنها الوحيد، لتتركه يُسافر دون أن تُرافِقَه، قد تكون مخطئة، وأنا لا علم لي بالظروف التي دعتْها للسفر معكم؛ لكن في الحياة أولويات - أختي الكريمة - فالأولى أن أجلسَ في بيتي، وأحافظ على أولادي وزوجي مِن أن أسافر لأدرس، فأعود بشهادة علمية خسرتُ معها زوجي وبيتي ومستقبلي الأسري، أعود مُطلقة، ومِن ثَمَّ أُعاني مِن ويلات الطلاق وعذاباته.
ادرسي خياراتك في الحياة - أختي الكريمة - ورتبي أولوياتك، فهناك أمور تقبل التأجيل، لكنها تبقى ضمن سجلاتنا المستقبلية، وتحتاج منَّا إلى صبرٍ حتى يأذنَ الله ويحين موعد تنفيذِها.
ولا بأس لو جعلتِ أحدًا مِن أهلك أو أهله وسيطًا بينكما ممن يثق بهم زوجُك، شخصًا ذا حكمة، يتحدث إلى زوجك، ويشرح له حقوق الزوجة على زوجها، فيبدو أنه جاهلٌ بالحقُوق الزوجية، أو متجاهل لها؛ لهذا يجب تذكيره ليعودَ إلى رُشْدِه.