باتت مسارح لمواجهات طاحنة باستعمال مختلف الأسلحة
عصابات الأحياء تنتقل من التجمعات السكنية الجديدة إلى الأحياء المحافظة
انتقلت شرارة المواجهات بين عصابات الأحياء السكنية من تلك الجديدة التي شهدت عمليات ترحيل في العاصمة ومناطق أخرى من الوطن وكذا الأحياء الفوضوية، صوب الأحياء المحافظة المعروفة بالهدوء، على غرار ما وقع نهاية الأسبوع المنقضي، بحي بن حمزة في حمادي ببومرداس في سابقة هي الأولى من نوعها هناك.
تعوّد الجزائريون على التعايش مع حرب العصابات في المواقع السكنية الجديدة التي شهدت تدفق شباب مناطق مختلفة من العاصمة نحوها، في سبيل السيطرة على مواقف السيارات وأمور أخرى، وبات تداول أخبار المعارك الطاحنة عادي لدى المواطن، لتتطور مؤخرا الأوضاع نتيجة التراكمات وتتحول بعض الأحياء المعروفة بهدوئها إلى حلبات مصارعة بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء وكذا النارية والمفرقعات الخطيرة والكلاب المفترسة، حيث كشفت مواجهات حمادي، الخميس الماضي، عن انحراف خطير تسبب في فوضى عارمة استدعى تدخل مصالح الدرك الوطني، التي أوقفت 27 شخصا تورطوا في هذه الأحداث التي كانت شرارتها الاختلاف حول مكان ركن سيارة أحد المعنيين. وبالرجوع قليلا إلى الوراء، فإنّ العديد من التحاليل والتقارير الاجتماعية تشير لوجود بوادر تفشي العنف بمثل هذه المناطق بحكم فترة الإرهاب التي عاشها سكان ولايات بومرداس، البليدة والبويرة وولايات أخرى كانت معزولة زمن العشرية السوداء وعاش شبابها آنذاك الكبت والحرمان، حيث تعد هذه الأخيرة بيئة مناسبة لتفجير المكبوتات في مجال الاجرام وتنفيذ اعتداءات على طريقة جماعات المافيا في الخارج. وتبقى العديد من الأماكن في الولايات التي عاشت ويلات الإرهاب بؤرة مناسبة للانحراف والاجرام ما لم تتحرك السلطات المحلية والولائية لتدارك الأوضاع وإصلاح الظروف الاجتماعية لشباب هذه المناطق وقطع الطريق أمام وقوعهم في الاجرام.
زين الدين زديغة