الحلقة 20 _اليزابات ابرهاردت تتعرض لمحاول اغتيال في واد سوف: فيفري 1901م_
تنبيه : في تصريح للكاتب فيكتور بريكاند جامع أثار ـ اليزابت ابرهاردت ـ بقوله : كما هو معروف أن اليزابت ابرهاردت أثناء توغلها في الصحراء الجزائرية تعرضت الى محاولة اغتيال من متطرف جزائري حيث تلقت منه ضربتين بسيف و احدة على رأسها و الثانية على ذراعها الى الحد الذي تسبب لها اغماء نظير النزيف الدموي بسبب عدم الإستعجال لإسعافها عمدا ,, بعدها نقلت الى المستشفى العسكري لواد سوف و مكثت هناك قرابة الشهر و أثناء المحاكمة صرح المتطرف المعتدي : دفاعا على الله و شريعته حاولت قتلها لأنها كانت تتزى بزي رجل )
انتهى تصريح . ,, وما ترتب عن هذه المحاكمة العسكرية أن اليزابات تحولت من ضحية الى متهم و هذا على الرغم من تنازلها عن المطالبة بحقها لأنها كانت تعرف مقدما أن ما تعرضت له هو مكيدة من دوائر المحتل الفرنسي و يبقى المتطرف مجرد اداة للتنفيذ ؟ و ماجاء في حيثيات الحكم هو نفي اليزات ابرهاردت الى فرنسا و هو ما حدث بالفعل حيث نقلت من مدينة واد سوف الى ميناء عنابة مرورا بمدينة باتنة تحت الحراسة المشددة للقافلة العسكرية رقم 25 .و ما يجدر التذكير به انه لولا تدخل الكاتب فيكتور برسالته التوضيحية لبقي ما نحن بصدد قراءته مبهما بحكم أن اليزابت تعمدت في نصها التلميح و عدم الإساءة الى اخوانها المسلمين من الذين ظلموها و تواطؤا مع المجلس العسكري في اصدار حكم النفي (...؟إ...) . ... تضيف اليزابت ابرهاردت : ما زلت واهنة ضعيفة , و مع ذلك استطيع النهوض و الخروج .. أجلس لساعات تحت رواق المتصل بمبنى المستشفى , و في الظهيرة , حيث الشمس لا تزال حرارتها أشعر بشعور حسن يتجدد وعلى الرغم من الضياء الرمادي الحزين ,,, هذه الساحة الواسعة للقصبة اين تتجمع كل المباني العسكرية للمستشفى .
هو مشهد على الدوام مكويناته أحجار و رمال و لن يطاله الاخضرار ,, مشهد كل ما يحوزه ثابت و لن يتغير الضياء وحده المتوهج و المذهب باشعة الشمس يشعرنا بقدوم فصل الربيع . وعلى الرغم من الرياح السيروكو , و الغيوم الرمادية الثقيلة , و مع ذلك الهواء كان نقيا و دافء وهبوب النسيم العليل تقريبا فاتر . لقد أعتدت على هذه الحياة الرتيبة في هذا النطاق الثابت و الذي له تمظهرات نفسها تجيء و تروح من حولي .
يتبع ...
كتبها جمال غلاب