رغم سعي الكثير منهم للتبرع بدمائهم
الجزائريــــون فــــي حاجـــة إلــى كميــات أكبــر مــن الدمــاء
يتم سنويا جمع 450 ألف تبرع بالدم في الجزائر، ورغم أنها كمية تتماشى مع معطيات المنظمة العالمية للصحة الخاصة بالدول النامية ، تبقى غير كافية لطلبات مرضى الجزائر حيث أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية للتبرع بالدم أننا في حاجة إلى واد من الدماء لسد الطلبات.
أحيت الجزائر نهاية الأسبوع المنصرم ومثل غيرها من دول المغرب العربي، اليوم المغاربي للتبرع بالدم، الموافق لتاريخ 30 مارس من كل سنة، والذي يدرج في إطار نهج شامل يرمي إلى إنقاذ أرواح المرضى عن طريق التبرع بالقليل من الدم وكذا لتفادي وفيات الأمهات، خاصة وأنه تسجل سنويا وفاة أكثر من 800 امرأة جراء مضاعفات الحمل والولادة، وتحدث كل هذه الوفيات تقريباً في البلدان النامية، ورغم كل هذا يبقى هناك نقص ملحوظ في كميات الدم التي تحتاجها يوميا الحوامل خلال وضعهن، ناهيك عن ملايين المرضى والجرحى وضحايا حوادث الطرقات. وفي الجزائر بينت آخر معطيات التبرع بالدم تسجيل تطور في نسبة التبرعات بالدم، إلا أن ذلك لا يمنع من تكثيف الجهود من أجل جلب أكبرعدد ممكن من المتبرعين، وهي العملية التي تتطلب عمليات تحسيس مستمرة وعدم التخوف من الإقبال عليها، خاصة وأن المعمول به حاليا بات مطمئنا حيث تم توفير الوسائل اللازمة للتبرع بالدم، تأتي في مقدمتها توفيرالحقن التي باتت أحادية الاستعمال ومعقمة ويتم التخلص منها عن طريق الحرق. كما أن للعملية فوائد تعني الشخص المتبرع، فبالإضافة إلى الفائدة الكبرى الناجمة عن عملية التبرع بالدم، والممثلة في الأجر الكبير الذي يجنيه الشخص المتبرع، يستفيد هذا الأخير من التحليل المجاني للدم، وبالتالي ففي حالة اكتشاف إصابته بمرض ما يتم استدعاؤه لإعلامه بالمرض الذي يعاني منه قبل أن تظهر عليه أعراضه، ناهيك عن الزيادة في نشاط الدورة الدموية كما يحظى بالأولوية في الحصول على الدم في حال حاجته له، لتبقى النقطة السلبية ممثلة في ظروف استقبال المتبرعين التي يرجى تحسينها، نظير العمل النبيل الذي يقومون به وتشجيعا لهم على الاستمرار في هذا المجال. وإضافة إلى التبرع بالدم، تشمل العملية كذلك التبرع بالصفائح التي من شأنها أن تنقذ أرواح آلاف المصابين بعديد الأمراض وعلى رأسها داء السرطان خاصة مرضى سرطان الدم، وعن هذه المسألة أكدت لنا كتّاب حميدة رئيسة جمعية «الأمل «لمساعدة مرضى السرطان، أن ما يجعل التبرع بالصفائح أمرا غاية في الأهمية ويبعث على التحسيس له، راجع إلى الخاصية التي تميز هذه الصفائح والممثلة في مدة صلاحيتها المحدودة، حيث لا يمكن الاحتفاظ بها أكثر من 05 أيام خلافا للكريات الحمراء والبلازما، وعليه فإن المشكل مطروح بصفة خاصة لمرضى السرطان القادمين من مناطق نائية للعلاج بمركز بيار وماري كوري، والذين يقصدوا الجمعية دوما طلبا للمساعدة، إذ خلافا لمرضى الجزائر العاصمة والمدن القريبة منها، الذين باستطاعة أفراد عائلاتهم التنقل للمستشفى ومدهم بالصفائح في وقتها، لا يتمكن الآخرون من ضمان متبرعين، علما أن تبرعا واحدا بصفائح الدم من شأنه أن ينقذ حياة 03 أطفال مرضى، لأن ما يجب استيعابه تقول كتّاب ممثل في « أن الدم مكون من ثلاث عناصر أساسية وهي الكريات الحمراء التي تستعمل عادة في حالات فقر الدم، والصفائح الموجهة لمن يفقد كثيرا من دمه مثل حالات حوادث المرور، إضافة إلى البلازما الذي يعطى عادة لحالات الحرق وطبعا الكريات البيضاء، وبالتالي فإن متبرع واحد بإمكانه إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص بواسطة كيس واحد حاو لكمية الدم التي يتبرع بها.