انعدام فضاءات التسلية دفعهم للتفكير في إنشاء مسرح على الهواء الطلق
مواطنو بجاية يعيشون على وقع فعاليات المسرح الروماني
افتتح مواطنو بجاية أول مسرح على الهواء الطلق يوم أمس، حضره عدد من المواطنين الذين قدموا من مختلف الجهات للاستمتاع مباشرة بالعروض التي قدمت على الهواء الطلق طيلة ليلة كاملة، الأمر الذي أعاد للمنطقة الواقعة في سفح ذلك الجبل حركية غير معهودة ووجهها المشرق، بعدما خيّم عليها الصمت لعدة سنوات.
انطلق أول عمل مسرحي على الهواء الطلق في بجاية قبل أسبوع واحد عن انقضاء شهر رمضان، فبعد العشاء سارع الجميع من نساء وأطفال إضافة إلى الشيوخ بلباسهم التقليدي لحجز أمكنة لهم في المدرجات، لمشاهدة افتتاح أول عمل مسرحي على الهواء الطلق تحت ضوء القمر والنجوم المتلألئة، الأمر الذي أكسب المكان روعة ورونقا لا مثيل لهما.
وأبدع المسرحيون من جهتهم في العروض التي قدموها على ركح المسرح، حيث تنوعت العروض وتعددت على مدار ساعات طوال، بداية بتصوير حياة المواطن البسيط بطريقة هزلية، بالسخرية من الوضع الذي يعيشه، إضافة إلى عدة نكت تزخر بها اللغة الأمازيغية، مما جعل كثيرين يتفاعلون مع هذه العروض المسرحية التي قدمها الهواة، في انتظار أن تتوسع الأعمال أكثر خلال الأيام المقبلة، بتوافد المسرحيين وكذا الجمهور من عدة ولايات من الوطن.
نائب رئيس جمعية آيث عيسي: «فكرة إنجاز مسرح على الهواء الطلق راودتنا منذ مدة وجسدناها واقعيا»
أوضح براهيم جبري نائب رئيس جمعية آيث عيسي لـ «المحور اليومي» أن فكرة إنجاز مسرح على الهواء الطلق راودتهم منذ زمن طويل، وقد جسدت حاليا على أرض الواقع بمساعدة الجميع، حيث يعود أصل الفكرة إلى النشاطات الكثيفة التي يقوم بها أعضاء الجمعية، من مسرحيات إلى ندوات وغير ذلك من النشاطات الثقافية، ودائما تصادفهم نفس المشكلة متمثلة في انعدام مكان مناسب لتنظيمها، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مسرح، لتطور الفكرة فيما بعد إلى إقامته على الهواء الطلق نظرا لحب الناس للطبيعة، أي كما هو موجود عند الرومان قديما، وأضاف في ذات السياق أن إنشاء مسرح على الهواء الطلق يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، حيث تكفلت الجمعية بهذا المشروع لوحدها دون أن تتلقى أية مساعدة من السلطات المحلية، بداية بتجهيز الأرضية التي تعد ملكا لقرية «ثادرت». ودامت عملية الإنجاز نحو أربعة أشهر على الأقل بمشاركة أهل القرية. وأشار ذات المتحدث أنه لا يخفى على أحد أن مواطني هذه الناحية معروفون بعملهم الخيري، وهذا يدخل في إطار ما يعرف بالتويزة، مما أدى إلى إنجاح هذا المشروع، مضيفا أنه لا يعتبر هذا العمل الأول من نوعه، بل سبقه قبل ذلك إنشاء ملعب لكرة القدم، فضلا عن عملية تشجير مست مساحة شاسعة من الأراضي.