موجة من الاحتجاجات بسبب مطالب تنموية وأخرى اجتماعية
سكان 20 بلدية عاشوا على صفيح ساخن منذ حلول فصل الصيف
لم تهدأ الجبهة الاجتماعية بولاية باتنة منذ دخول فصل الصيف بعد أن اجتاحت عديد بلدياتها موجة من الاحتجاجات، بحيث شكّل الماء الشروب نقطة مشتركة بين فقدانه في البلديات الجنوبية وتذبذب توزيعه في البلديات الغربية، فيما كان ملف السكن حاضرا أيضا في بلديات أخرى طالب سكانها بالإسراع في الإفراج عن قوائم المستفيدين.
تشير إحصائيات قامت بها جريدة «المحور اليومي» إلى أن أزيد من 20 بلدية بولاية باتنة شهدت موجة من الاحتجاجات منذ الفاتح من جوان الماضي، سواء كان ذلك بشكل يومي أو على فترات متقطعة بسبب مطالب تنموية وأخرى اجتماعية، أبرزها الماء الشروب، السكن، الربط بالغاز الطبيعي وغيرها من المطالب الأخرى، حيث شهدت الولاية في التاسع من شهر جويلية 7 احتجاجات في يوم واحد، فيما حطم سكان دائرة ثنية العابد على غرار قرى حيدوس وذراع الطاقة الرقم القياسي في عدد الاحتجاجات، تنديدا بأزمة المياه التي خيمت على المنطقة وجفاف حنفياتهم لعدة أسابيع، ما جعلهم يعيشون عدة أيام على أعصابهم بحثا عن قطرة ماء تشفي عطشهم، قبل أن يركب سكان بلديات أخرى موجة الاحتجاجات على غرار تاكسلانت، رأس العيون ووادي الطاقة تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة التي بلغت مستويات قياسية هذه الأيام، أين قاموا بغلق مقرات بلدياتهم وتعليق دلاء في مدخلها تعبيرا عن غضبهم من جفاف حنفياتهم، مثلما أقدم عليه خلال الأيام القليلة الماضية مواطنون من قريتي «فيراس» و«الحمزة» ببلدية وادي الطاقة ولليوم الثالث على التوالي، تحت شعار «ثابتون..صامدون للماء طالبون»، وسكان قرية «أولاد قبوج» بالرحبات وتاكسلانت القديمة وقبل أيام سكان نقاوس، أولاد سلام، بريكة الذين اشتكوا من أزمة مياه حادة، عجز المسؤولون عن احتوائها حيث ورغم الوعود التي أُعطيت في هذا المجال قبل دخول فصل الصيف، غير أن كل المؤشرات تشير إلى استمرار أزمة ندرة الماء الشروب ببلديات باتنة لأعوام أخرى وربما ستشتد أكثر في ظل موجة الجفاف التي اجتاحت الولاية، تسببت في نضوب العديد من الآبار الارتوازية.وفي السياق ذاته شكل ملف السكن أحد الدوافع الرئيسية للاحتجاج في العديد من البلديات على غرار بريكة، مروانة، باتنة، المعذر وغيرها، إلى درجة أصبح فيها الاحتجاج عادة لدى مواطنين يخرجون كل أسبوع للاعتصام أمام مقرات الدوائر للضغط على الجهات الوصية من أجل تسريع عملية توزيع هذه السكنات، في احتجاجات يمكن تفاديها لو تم فتح باب الحوار بين المواطن والمسؤول وتجنب تقديم وعود لا تسمح الظروف بتجسيدها في الوقت الراهن لأسباب مختلفة، خاصة وأن هذا الملف يعد قنبلة موقوتة في أيدي المسؤولين الذين يترددون كل مرة في الكشف عن قوائم المستفيدين خوفا من ردة فعل المقصيين، واحتلت مدينة بريكة صدارة بلديات الولاية في عدد الاحتجاجات للمطالبة بتسريع عملية الإفراج عن هذه السكنات، فيما جاءت بلدية مروانة في المرتبة الثانية التي جعل مواطنوها يوم الأربعاء موعدا يتجدد فيه الاحتجاج أمام مقر الدائرة على السكن الاجتماعي، فيما لم يتقبل سكان المعذر الوعود التي تم تقديمها فيما يخص الكشف عن قوائم السكن.